الأحد، 17 مايو 2020

وصايا العائدين ---- المبدعة فاتن فاعور كايد

*وصايا العائدين*

أقول لجدي
لم يبق
بيتٌ ولاباب
هناك
وقريتنا
مترهل فوق ملامحها
عمرٌ من غياب
ووجه الحقول
تجعد
كمثل خطوط
انتظارك فوق جبينهِ
الإياب،

لمَ المفتاح ياجدي؟

يرد بصوت غضوب
تملؤه غصص
الموجعات

لنا في الجليل
بيوت
صامدة لاتخون
وأرضٌ لاتمل
الانتظار،
فكيف لكِ أن تحسي
بجمر العناق الأخير
عناق السنابل
مشتاقةٌ
للحقول،
وماذا ترى تعرفين
هناك عن العطر
يولد من شجنٍ
للسحاب
وعن دمعة
عن موقد النار
في خاطر
الراحلين،

وهل تعلمين
عن وعدنا للتراب
حثونا ابتعلنا
التراب
وحين نثرنا المشيب
على شعرنا
كالضباب،
وماذا تراكِ
علمتِ
عن القهر يسلمنا هاربين
تحت نار بنادقهم
وسكاكينهم
صامدين

ولازلت
ألمس جرحي مع الفجر
في كل وقتٍ وحين
ويشعلني بالحنين

فمفتاحنا
يا بنتي
ليس للقفل آماله
إنما أمل العائدين

فمفتاحنا ياابنتي
ثوب عودتنا
ظافرين
فأوصيك أن
تضعيه
على عنقٍ الحلم
حلم الرجوع ارتديه
أبدا لن نظل بهذا الشتات
فلا تخلعيه
إياكِ إياك أن تخلعيه

فاتن فاعور كايد
٢٠٢٠/٥/١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق