الاثنين، 2 سبتمبر 2019

حلم وموت ---- للمتألق مجدي متولي ابراهيم

حُـلْمٌ وَمَـوْتٌ
رَفَعَتْ رَأْسِى مُتَأَمِّلَةَ الْحَجَرَةِ الْوَاسِعَةِ بِجُدْرَانِهَا الْمُزَيَّنَةِ, وَأثَاثَهَا الصَّامِتَ كُلَّ شَىْءٍ جَامِدٌ بِلَا حَرَاكٍ, يستقبلنى ظَلَامَ دَامِسَ, عَيَّنَاهُ تَرَقُّبَانِ ذَلِكَ الزَّائِرِ الْخُفَّى.
قَدْ يَنْتَظِرُهُ مُنْذُ ولادتة فِىَّ صَمْتٌ لَا يَبُوحُ بِهِ, لَكِنَّهُ يَعْلَمُ بِأَنَّهُ حَتْمَا سَيَأْتِيهِ بَغْتَةٌ كَأَنَّهُ عَلَى مَوْعِدٍ, ينظركطفل بَرِيءَ يُرِيدُ أَنْ يُلَامِسُ السَّمَاءُ بِأَطْرَافِ أنَامِلِهِ.
سَقَطَتْ قَطَرَةُ مَاءٍ مِنَ السَّمَاءِ الْمُكْفَهِرَّةِ, اِسْتَقْبَلَتْهَا الْأرْضُ اليابسه لَعَلَّهَا تَرَوَّى ظَمَأُهَا.. تَبِعَتْهَا مَزِيدٌ مِنَ الْقُطْرَاتِ, ثُمَّ هِطْلُ الْمَطَرِ بِغَزَارَةٍ.. اِسْتَطَاعَ أَنْ يُشَاهِدُ الْقُطْرَاتُ.. تَطَرَّقَ زَجَّاجُ النَّافِذَةِ بِقُوَّةِ الْمَطَرِ, مستلقٍ عَلَى ظَهْرِهِ يُطَوِّفُ بِعَقْلِهِ مئات الصُّورَ وَالذِّكْرَيَاتِ, تَعْلُو وَجْهُهُ اِبْتِسَامَةَ مَشْرِقَةٍ.. أَسْتَقْبِلُ زَائِرَهُ الَّذِى طَالَ اِنْتِظَارُهُ بَعْدَ أَنْ نَفَّذَ صَبْرُهُ.. اُنْظُرْ إِلَيْهِ أَجِدُهُ كَطَفَلٍ يَحْلَمُ تَنَطُّقُ عَيَّنَاهُ بِالصَّفَاءِ والطيبه لَكِنَّهُ صَامِتٌ بِلَا حَرَاكٍ.. لايستطيع الْمُدَاعَبَةَ.
بِقَلَمِ الْأَدِيبِ / مُجْدَى متولى إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق