(السراج ُ المُنير)##بحر الكامل (بقلم /محمد أحمد الفقية
-اليمن-إب
َ
يَمَّمتُ نحـوكَ والـفؤادُ مُتــــيـّمُ
وهـديرُ بَحري في مديحِكَ زَمزمُ
أنا يا رســـول اللهِ طـارت مُـجهتي
شــغـفاً تُـغـرِّدُ في هــواكَ وتـنغـمُ
دعني أبُـثُّـكَ ما يفيضُ مِن الـهوى
وأُطـيّـب الأنفــاس مِنـكَ وأنــعــمُ
وأُرنِّــحُ الأوتـارَ فيـــــــكَ صبابـةً
فأُسابقُ الشـعراء مالا تنـــــــظُمُ
بُشـراكَ يا قلبي ويا قـــلمي ويـا
دمعي وقِرطاسي فهذا الأعظمُ
هذا ابنُ عبدِاللهِ صفوةُ خلقِهِ
مُذْ دبَّ في وجهِ البسيطةِ آدمُ
هذا الذي جاءَ الوجودُ لأجلهِ
وبِفضلهِ نطقَ الأصمُّ الأبكَمُ
وتنفّسَ الإصباحُ مِن أنــفاسـِهِ
والأُقـحوانُ بِــــروضةٍ يتبــسّمُ
يامــنَ ظـــهرتَ فـأبلـجتَ آفاقُـنا
وتبـدَّدَ الليلُ الــبهيـــمُ المُعـتِمُ
والمارِدُ الشيطانُ باتَ بِخيبَةٍ
والفرس آسفَةٌ وكِسرى أجومُ
ماكانَ هذا حاشا كلّا لم يكُنْ
إذ أن فجْرُكَ للنبوَّةِ مختمُ
ميلادُكَ الميمون ِأيقظَ أُمةً
كانت بأسلافِ العمى تتوهَمُ
وغدا الزمانُ فماً تصدّعَ صَمْتُهُ
ثغراََ بأجواءِ الــدُّنا يَتَـــكَلّمُ
أُوتَيت بالفُرقانِ أعظَمُ حُجّةٍ
ودليلُ أبين ُ للأنامِ ومـــرسَمُ
سبقَ العلوم طريفها وتليدها
فتعلّمَ الإنـــسانُ مالا يعـــلَمُ
جيلٌ تواترَ بعدَ جيلٍ لم يكُن
لولاكَ إلا في الضلالةِ تركمُ
لَملَمتَ شملاً للشتاتِ بِعُروةٍ
وثقى ودَربُك َللهدايةِ أقوَمُ
وبعثت روحاً مِن تلاشيها غدَتْ
بالدينِ بارقةً تلوحُ وتبـــسُمُ
مَن مثِلُ أحمد في البريّةِ ياتُرى؟
إن المحال َعلى الصحائفِ يَبْصُمُ
فاقتْ فضائلُهُ العِظامُ مراتِباً
ما نالها عُربٌ سِواهُ وأعجمُ
قيـــــمٌ وأخــــلاقٌ ومبدأُ للتقى
ومكارِمٌ والنبلُ مجدٌ أهْوَمُ
والضادُ لفظٌ لِلعُروبةِ فامتزِجْ
مِن ثغـــرِهِ دُرَرَاً لعلّكَ تفهمُ
بِبلاغةٍ أسما بِها وفصاحةٍ
مضروبة الأمثالِ فيه تفخمُ
عجزَتْ بهِ أهلُ الفصاحةِ واغتدت
أربابُها حولَ الهدى تَتلعثَمُ
من مثلُ طهَ عـــِزَّةً وعَزيمةً؟
أو مثلُ أحمد بالشجاعةِ أقدَمُ؟
لا الفهدُ يَملكُ جُرأةً كمحمدٍ
حتى أقــولُ كأنهُ أوضيغمُ
فمحمدٌ مِقدامُ إن هاجَ الوغى
كالبرقِ في سُحُبٍ يَشُقُّ فيَهزِمُ
قطعَ السنينَ مُلبيّاً للهِ لا
يحنو لِجبـــَّارٍ ولا يَستَسلِمُ
ومضى إلى الفتحِ المُبينَ تيمُّناً
بالنصرِ لا يرجو سواهُ فيغنَمُ
والناسُ أفواجاً إليهِ تدفّقَتْ
مِن كُلِّ فَـــجّ ٍ والوثونُ تُحطّمُ
لقد أصطفاكَ اللهُ ياخيرَ الورى
أنت الهدى للعالمينَ وبَلسَمُ
كفكفتَ للأيتــامِ دمْعاً بينما
كَفَّيكَ ضمَّادُ الجِراحِ يُلَمـــلِمُ
حَنَّ البعيرُ إليكَ إذ أنصفْتـــَهُ
والجِذْعُ حنَّ عليكَ إذ، يتَبَرَّمُ
ولكَمْ بعفوكَ والحنانِ ورقَّةٍ
أخمدتَ ناراً في الحشاشةِ تُضْرَمُ
إذ هبَّ صِبيَةُ طائفٍ بِحجارةٍ
صُبَّتْ على قَدَمٍ يُخضِّبُهُ دَمُ
جِبريلُ لاتُلقِ جَناحَكَ عَلَّهُ
مِن صُلبِهمْ قَلبٌ يرقُّ فيسلِمُ
أيُ السماحةِ يارسولي هذهِ؟
أيّ الرزانةِ ؟ أيّ قلبٍ أرحــمُ؟
ياسيِّدي من ذا سواكَ مُفضَّلٌ؟
في الأنبياءِ ومن سواكَ مُكرَّمُ
جاوزتَ بالمعراجِ أبراجَ الذُّرى
ليلاً فسُبحانَ الذي هو أعظمُ
فتزيَّنَت فيك السماواتِ العُلى
واستنشقَت عبقاََ تضوَّعَ يفعَمُ
حتى بلغتَ إلى مناطِ المُنتهى
مِن قابِ قوسينِ العُلى تَتَقدَّمُ
إذ رُمْتَها والروحُ أدركَ حدّهُ
ولئن أرادَ لِما وصلْتَ لَـيُفحَمُ
ورأيتَ مِن آياتهِ الكُبرى التي
صدَقَ الفؤادُ بِها وربُّكَ مُقسِمُ
ولكَمْ عظُمتَ بِمُعجِزاتٍ لم تزلْ
قَبَساً مِن الأياتِ فيكَ تُرَنَّمُ
يا أحمد البدر المُنير بِهالةٍ
برّاقةٍ من نورِ خدِّكَ ميسمُ
ياشمس في فجرٍ يفيضُ سناؤها
بِنسائمٍ حبّاتُها تــَتبَسَّمُ
كمْ غُضَّتِ الأبصارُ منكَ تحشُّماً
لِمهابةٍ في وجنتيكَ تُسَوَّمُ
ولوصفِكَ المبرورِ كمْ أقلامُنا
تعيا وألسِنةُ الورى تَتَكلَّمُ
ياليتَ شعري والبحارُ مِدادُهُ
دَلوٌ فأنضِبُهُ إليكَ وأُكرِمُ
وأُزَخرِفنّ الأرض منكَ ملامِحاً
لِلعالمينَ فتَستدِل وتحكُمُ
أنا لستُ إلا شتلة ظـمآنةً
لو لم تكُن أرويتها سَتُهشَّمُ
أنالستُ إلا حائراً في ظُلمةٍ
ضلَّ الطريق فجاءَ دربُكَ يُلهِمُ
أنا يارسول اللهِ محضُ قصيدةٍ
في مدحكَ المنسوجِ شعَّتْ أنجُمُ
كي يستنيرَ الدربِ من هو تائِهٌ
ويفيقَ بعد إذٍ بِحَبلِكَ يعــــزمُ
هل صارتِ الأصقاعُ إلا عُتمةً
بعد الرسالةِ وابْنُ ديني يُذْمَمُ؟
والليثُ نجلُ الحقِ يُدعى أرقَمٌ
والثعلبُ المكارِ يُدعى ضَيغَمُ
أخفي الحقيقةَ والحقيقةُ حسرةٌ
إذ لم أكُنْ أصدَعْ بِها أتبَرَّمُ
للصمتِ آمالٌ وإن كتَّمتُهُ
فالنصرُ للإسلامِ يوماً يُحسَمُ
وبِكَ الشفاعةُ للأنامِ ملاذَةٌ
يومَ التنادِ وما سواكَ الأرحمُ
وصلاةُ حِبري والقريضِ أريجة ٌ
تهــفو بِحُبِّــكَ ثُمّ إني مُغرَمُ
الُُلُُهمٌ صّلُيَ وَسِلُمٌ ْعلُى مٌحُمٌدِ وَالُُه
ردحذفصّحُ لُسِانَكِ دِكِتْوَرَ مٌحُمٌدِ