سورية..
هنا سورية..
هنا العشب..
هنا الربيع..
هنا الأشجار..
هنا مقبرة الغاصب والمعتدي..
وهنا..
هنا مقبرة التخلف والرجعية والاستعمار..
هنا سورية..
هنا ينبت الاحرار..
بشموخ جبل الشيخ..يقفون..
وبصلابة قمح حوران..
صامدون..
يجيدون كالمطر العطاء..
ويستحمون..
في بحر اللاذقية بالحب..
مع الانجم والاقمار..
هنا سورية..
هنا العربي..
هنا الإنسان..
هنا رحم الأبطال..
حين يصاب العرب بالعقم..
من النساء ومن الرجال..
هنا فرسان الحرية..حين تعز..
ورواد الهندسة والبناء..
هنا الياسمين..وهنا الشعراء..
هنا للحجارة معنى..
وهنا الماء والتراب كلمات..
هنا بؤرة الحياة..
هنا ينشر قاسيون أجنحته كالنسر..
يظلل الشمس ويحمي دمشق..
ويعلن..
هذه دمشق..
مركز الكون..
ومنارة العزة والكبرياء..
هذه دمشق..
عظمة القدماء وأسطورة الأحياء..
وهنا..هنا سورية..
هنا الماضي..
هنا الحاضر والمستقبل..
هنا السادة..
يا خدم المال وعبيد العبودية..
هنا مرابض الخيول الاصيلة..تحمحم..
فبستمع العالم باصغاء..
فالأطفال تنشد..
والجند تنسج بدمائها خيوط الانتصار..
ويصبر ايوب..
تحيك الامهات رايات المجد والفخار..
ويغنون لليوم وللأجيال..
هذه سورية.
والشمس لسورية بانتظار..
هنا سورية..
هنا شعب المعجزات..
كل امرأة فيها سيدة..
وكل الرجال فيها رجال..
وكل الاطفال فيها شيوخ..
وكل شيوخها اطفال..
يطبخون الحجارة..يسفون الرمال..
وينزفون وينزفون..
ويرون بدمائهم التراب..
بقدر الفرات ..
وينتشرون..
كالدالية المباركة..
تضرب جذورها في الصخر..
وتتفرع أغصانها في السماء..
وتتفجر..
براعما..عناقيد..اوراقا وامجاد..
تحلي مرارة الأيام..
وتخمر الفرح للاحفاد..
فلن تمروا..
فشعب سورية يعرف فنون الدفاع..
ويجيد القتال..
ويقاتل..
لأخر رجل وامرأة..
لأخر شيخ وطفل وطفلة..
فالشعب تمرس في النزال..
فهو كجند ابن زياد..
اما الغرق اوالقتال..
والشعب اختار الحياة..
ولن يقبل الموت ولا الإذلال..
لن تمروا..
فكنائس دمشق قديمة..
قدم ماء بردى..
وقدم الحجارة الدمشقية..
ومآذان الأمويين..
شامخة..عالية..عصية..
مآذان الأمويين للصقور..
لنشر رسالة العدالة والحرية..
لا الجرذان التطرف ودعاة المذهبية..
اراهم..
اراهم في خشوع..
اراهم في ركوع..في سجود..
لا لله..
ولكن لأمريكا والصهيونية..
لن تمروا..
فهذه يا جاهل التاريخ..
أرض العروبة..
هذه الشآم..
هذه عزك..
هذه مجدك..
هذه صدرك..
وهذا ظهرك يا خائن الأوطان..
هذه حضارة الشرق..
حضارة الإنسان..
لا حضارة الغاز والغرب..
حضارة الوحوش والغربان..
فمتى يا هذا ..
كنت في التاريخ..هذا..
يا محدث النعمة..وهجين التين والرمان..
يا بادل دمك..
بالزيت الاسود والعار..
يا مدمن الغبار والدخان..
لولا مصر..ولولا سورية..
لما كان لك على هذه الأرض مكان..
فللذكرى..
وللذكرى فقط..
من ستكون..
وماذا..
واين تكون..!!؟
إن سقطت سورية والعروبة من الخارطة..
ومن الوجدان..
اما انت يا حبيبي..
فلك سيف التاريخ..يحدث..
للأيام عجلات..وللدنيا دوران..
فنم قرير العين يا صغيري..
لك الياسمين..ولك الاءقحوان..
لك الشمس والمطر..
لك الريح والريحان..
لك الحرية..
فالأمة لن تموت..
وفي عروقها تجري دماء سورية..
غسان دلل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق