كان معوله يلثم الارض يرسم خدودها ويلون بتطاير التراب رموشها--وعبر غنائه وانصباب العرق يغذي مآقيها فتبصر ارضه عينا للعطاء---
كان يلوح لمستقبله عبر غنائه العتابا وام الزلف--،يتوقف برهة لينفث سيجارته المرسومة بورق الشام ---يسال نفسه يا ترى هل ستمطر هذا العام لنقتل الفقر وتنضح البيادر قمحا؟
ينظر للسماء --يرفع يديه ويبتهل --يتابع خبط معوله بالارض ويشق خطوطها وكلما صادفته قطعة حجرية لعن حظه الف مرة-
تابع وامعاءه تقرقر--عساها لا تتاخر باحضار الفطار فقد نسيت الزواده-
ما هي الا لحظات بانت تتلوى قادمة وعلى راسها طبق القش وعليه ) العيش(
هانت--هانت وبعد وصولها اسكت معدته وحمد خالقه وتابع العمل وسيجارته تعج بدخانها حوله كقطار درعا
لقد علق المعول بشئ قاسٍ
ما هذا استخدم كل قوته وتمكن من سحبه واذ بجرة فخار كبيرة--زغردت عيناه طربا التفت الى زوجته مبتسما عساها خيرا يا امرأه---بادلته الابتسامه قائلة ) انتيكه( هي ما يعثر عليه الفقراء مثلنا---
لم يكترث لكلامها وامسك الجرة بكلتا يديه واذ بها تسد بقطعة حجريه اسرع لكسر فمها لمعرفة مضمونها والتفت لزوجته ساخرا---،قلت لك هانت سنقبر الفقر هذه ليرة ذهبية امسكيها--
لم تكن الدنيا تتسع لفرحته---ضحكت زوجته وكل اساريرها ابحث ابحث بين التراب عسى بليرات اخر---،فتش ويديه ترتعش فرحا واذ بقطعتين حجريتين ملصقتين لبعضهما ما لبث ان فكهما واذ بمخطوط جلدي مطوي باحكام بينهما قام بفتحه ليقرأ عبارة اذهلته-----
الى من يعثر على هذه الجرة التي خبأتها --امانة في عنقك ان تحسن بالليرة للفقراء فلم اجرؤ على ذلك بحياتي فاوصيت بها بعد مماتي عساك تنال الثواب---وما زال حتى الآن حائرا---هل يرضي زوجته ام ضميره والامانه
--------------الامانه-------محمد قاسم ابو ثائر----سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق