(غربة الأباة )
ومضيتُ لا ثوبٌ لدي ولا كفن
ومسافرٌ أمي لأبحث عن وطنْ
وأطير في جنحٍ تكسّر عنوةً
فأنا بلا رمحٍ ولا حتّى مِجَنْ
شيخٌ أنا وجريمتي في دعوتي
وَلَحكم إعدامي أكيدٌ في السننْ
قد صرت متّهماً بكلِّ جريمةٍ
وأصبتُ أزمنةَ الأكارمِ بالعفنْ
وعقرتُ ناقةَ صالحٍ لم أرعوِ
وخرقتُ للخضرِ المراكبَ والسفنْ
وقتلتُ إبن الأكرمينَ حسينها
ودسستُ بالأحقادِ سمّاً للحسنْ
وقذفتُ بيتَ اللهِ في جدرانهِ
وحرقتُُ فيهِ ستارهُ ثم الركنْ
كلُّ الجرائمِ في البلادِ زعيمها
وسجدتُ مسروراً على بولِ الوثنْ
كلُّ الزنادقِ يملكون مَواطنا
وأنا بلا أرضٍ ولا حتى سكنْ
وأرى الحياة لمثلنا أعجوبةً
فالأرضُ قد عَجِزتْ بأنْ تلدَ الوطنْ
أوصيكِ والدتي بلا قبرٍ أكنْ
فأريد أن أبقى بلا ذاك الكفنْ
وأكون مائدةً لأسرعِ جارحٍ
قد يلقني وأكون في وطن حسن
بقلم
عبدالمجيد حاج مواس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق