الهــــــــــــــــــــــر
مهدي الماجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في زقاقنا المعتم ِ
هرٌ وسيمٌ
يختالُ بممشاه مرفوعَ الذيل ِ
والشعرُ مصففه حلاقٌ ماهر ٌ
يتهفهفُ فوقَ الجبينْ
هرٌ تخشاهُ مزاليجُ الأبواب ِ
تفتحُ من دونه كأنْ لم تكن
يقتحمُ رهوا ًدورنا
يدورُ بمطابخنا
مقلبا ً أغطية َالقدور ِ
ينتقي الأدسمَ من غذائنا
لا يرهبُ أحدنا
لا يكرهُ أحدنا
طافحٌ بالبشر ِفي المحيا
عند لقائنا
حين مرَّ آخرَ مرة ٍ
بشعره الجميلْ
وخده الأسيلْ
بالثقة ِاللامنتهاةْ
وبالغرور ِالذي يمنحُ درسا ًللأباةْ
ذكرني بشاعر ٍمن تحت ِأبطيه ِ
تخرجُ مصائرُ النساءْ
مازلتُ في مضماره ِأعدو
فيلقفني المساءْ
وفي الليالي يرتقي أعلى العمائرْ
ويطلقُ النداءْ
يا قطط َالزقاق ِتجمعنَ
لمعسول ِالوعود ِفاسمعنَ
ثمة َغرفٌ ينبثُ فيها
ثمينُ الرياش ِ
بالتكييف ِ. . بالتثقيف ِ
بالتزييف ِ. . .
بكهرباء ٍ لاتقطعْ
وبمال ٍمسال ٍينفعْ
فيطأطئنَ رؤوسا
يرفعنَ أرجلا ً وذيولا
يخلنَ كومةُ الزبل ِفردوسا
يبدأ ُينزو عليهنَّ
واحدة ً . . واحدة ً
حتى الصبح ِولا يجهدْ
هرنا الجميلُ الأوحدْ
ذاعَ صيته ( بدرابين ِ ) *المحلة ِ
ارتمتْ في شراك ِفحولته
كلُّ حسناوات ِالقطط ِ
إلاّ واحدة ٌ . . فتية ٌ جميله
أيقنتْ بالأمرَ حيله
بادرَ للحلاق ِأنْ غيرَ التصفيفْ
واعتني أكثرَ بالشارب ِالرهيفْ
وأرسلَ الرسلْ
وامتحنَ السبلْ
فما استجابتْ حلوةُ العينينْ
فأمكنتْ من فمه طراوةُ الخدينْ
وأرسلتْ قائمة ًمن شروط ْ
أولها حفلة ُعرسها المضبوط ْ
بندا ً فبندا ً طلبت توقيعه عليها
وأنْ تكون بدءا ً عصمتها لديها
أخلَّ هرنا شروطها الأوائلْ
وما أقامَ العرسَ إلاّ في المزابلْ
فانتبهتْ صبحا ً على الخديعه
وغمها ما تضمرُ الفجيعه
فأطلقتْ صرختها الوجيعه
واسلطاناه . . .
من غفلة ٍتنبه السلطانْ
وقد أتى مهرولا ً مكتنزَ البنيانْ
ماذا دهى جميلتي . . ؟
أفزعني الصراخ ُ
جئتك ِحافيا ًوحاسرا ًمن عمتي
يا سيدي السلطانْ :
أوعدني بالأمن ِوالأمانْ
وفاتنَ المكانْ
وأنْ يزورَ لي شهادة ً
تدخلني البرلمانْ
حتى اذا رفعتُ مني الذيلْ
ثم أعتلى ظهري فكان النَيلْ
صحوتُ مفقودة َالشرف ِالمصانْ
ووعدهُ دجلٌ وبهتانْ
الأمرُ لكَ ياسيدي
لا تأخذكَ الرأفة ُ بالدجالْ
وأريني فيه مايفعلُ الرجالْ
من أذنَ لهذا المارق ِالسرقه ؟
آتوني بالفلقه
إنْ وصلَ الأمرُ لشرف ِالقطط ْ
فهو اذن شطط ٌ شطط ْ
هذي الأعمالُ حكرٌ علينا
فالدجلُ بضاعتنا
والتزويرُ تجارتنا
أما الكذبُ فهويتنا
وعليها عرفتنا الناسُ
هلموا اقبضوا على الهر ِالجميلْ
وامسخوا قالبه الصقيلْ
لا تحرموهُ من الضرب ِ
لا ترحموهُ في الصلب ِ
هذا بيانٌ للناسْ
فليرعوي كلَّ
سارق ٍ . . .
دسّاسْ
وراحَ الهرُ ضحية َهذا الفرمانْ
وليحيا وليحيا كثيرا ً
جنابُ مولانا السلطانْ .
10/5/2012
* الدرابين : في اللهجة العراقية بمعنى الازقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق