الاثنين، 8 أبريل 2019

لذة الحاضر ووجع المستقبل.... للمبدع محمد عبد العزيز عبد الرحمن

لذةُ الحاضرِ و وجعُ المستقبل...

بعضُ المشاعرِ ليست ابنةَ الحاضر أو الماضي..بل إنها وليدةُ المستقبل
وهل يولدُ شيءٌ من رحمِ المستقبل

ستجلسُ يوماً على أشهى الموائد..ولكنك ستتألم من نتيجة المستقبل خشيةً من ارتفاع نسبة السكر في دمك او ارتفاع ضغطك فتكون نظرتك إلى شهي الموائد ألماً
ستؤلمك وخزةُ الإبرةِ لحظةً..ولكن المؤلم أكثر لحظات مراقبتك لها قبل ذلك..

ستجري عمليةً لقلبك..وتؤلمك لساعات وأيام ..ولكن انتظارك لإجرائها أسابيعاً وشهوراً هو المؤلم أكثر

ستتفيَّأُ في ظلٍّ وارفٍ..متذكراً أنك ستكملُ الدرب تحت أشعة الشمس
فتكون نظرتك الى الظل حسرةً

ستشربُ آخر جرعةِ ماءٍ في حوزتك وأنت في خضم الصحراء متذكراً ذاك الظمأ المقبل ...

ستجري قيصريةً لروحك وتبقى مرسومةً آثارها في جدران نفسك
وانتظارك لمقبضِ الجراحِ حين ستمزق مسراها يوماً...سيصبغُ عليك صباغَ المستقبل المخيف...

كل ذاك المستقبل المخيف لاحتوائه وجعاً..سيعكرُ صفوةَ شعورك بلذة الحاضر..
أنه رُهابُ القادم من المخيفات ...القابع في روح الواقع من اللذات
ألمٌ لايشابههُ ألم.. لاهو بالماضي لنتناساه...ولا هو حاضرٌ نتعايشُ وإياه..إنه المستقبلُ المجهولُ خوفَه وثناياه .

ترى هل هي لذةُ الحاضرِ بنكهةِ وجعِ المستقبل

( الغروبُ جميل .. لكنهُ يُنبئُ عن ليلٍ طويل....)
محمد عبدالعزيز عبدالرحمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق