قوس قزح
حدثنا الحارث بن همام ...ياسادة يا كرام..
أنه أبحر البارحة باستمتاع...في سهرته ووحدته والارتياع...
مع أغنية ساحرة جميلة ...أثارت في نفسه أشجانه العليلة ...
مع المغني الخطير...سعدون جابر الكبير....حيث قال الأخير متألما...يشدو بصوته الشادي مترنما...
بياع من يشتري ...حلمي ومواويلي
يعطيني قلبا خال ...وياخد سهر ليلي...
وقد توقف الحارث عند هذه الجملة الخطيرة ...والتي أثارت في نفسه نوازع كثيرة. .
فقد قرر صاحبنا الهمام ...أن يعلن عن تجارته فاصغوا له باهتمام..
قرر بيع أحلامه ..وكتبه وأقلامه...
لأنه شاعر قدير...وبفنون الأدب خطير...
واليوم أتته هذه الفكرة... بعد أن ذهب العمر وجاءت السكرة...
فقرر أن يبيع ..وافتتح مزاده المريع...
من يشتري أحلاما...بأن يكون وجوده في الإنسانية مصانا
من يشتري حلما ...بأن يكون حرفه بين الأدباء علما...
من يشتري قلبا ..فيه الوفاء صبا
من يشتري علما...يكفي البلد رقيا وفهما...
ومن.. ومن..
ومن... يشتري..فقد فاضت الجوانح بوباء الصدق المستشري...
وطلب مقابلا... لتجارته مبادلا
يريد قلبا خاليا ...عن الهم والقهر ساليا..
قلبا لا يحمل وفاء ...بل الكثير والكثير من الرياء...
يريده متبلد الأحاسيس ..لا يبالي بغيره وبنفسه يقيس...يريده أنانيا مع غيره ونرجسيا ...يريد أن يضع رأسه على الوسادة...يغفو سريعا بلا ذكرياته وآلامه كالعادة...
ظل يردد ما يريد من أحلام وقادة...ولقهوته تجديد طوال سهرته وإعادة .. .
ينفث من صدره وجعا ..بقي ليلته لأغنيته مسترجعا..
لم يشتر منه أحد ...وظلت الأغنية في الفضاء تتردد..
وصاحبنا مع مواويله.....يظل مستيقظا والأرق خليله...
من منكم إخوتي يريد بيعا...كي نؤسس سوقا يدر ريعا ...
فسوقنا مكتظ بهكذا مزاد ...ولله الأمر فيم أراد...
أرجو لكم أخوتي نوما هنيئا ...خاليا من التفكير وبالسعادة مضيئا....لا ذكريات ولا تأنيب ضمير ...وانسوا أمر الحارث لأنه رجل خطير...
بقلمي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق