** قصيدة مهداة إلى أمهات الشهداء
بعنوان : عيدي هنا
============
عن فرحة الأعياد قلبي مقفلُ
ماعدت أعرفها أيا مَن تسألُ
ضنَّ الصفاء على فؤادي بالهنا
من كأس فقدك والمواجع أنهلُ
مُذ غاب صوتك ياحبيبي لم أعد
ألقَ السَّعادة أو بِعِيْدٍ أحفلُ
كم أبهج الماضي الجميل قلوبنا
والعيد ياولدي بقربك أجملُ
مازال صوتك دافقاً في خافقي
والرُّوح تبصر ماتقول وتفعلُ
مازلت أذكرهُ فأبكي حرقةً
صمتي طويلٌ بالشَّقاء يُجلِّلُ
ويقول : ضمِّيني لحضنك أرتوي
عذب الحنان ولليدين أقبِّلُ
في العيد يأتي ضاحكاً ومُمازِحاً
وأنا بمرآهُ الجميل أُكَحَّلُ
أين الذي قد كان ملءَ حياتنا
ويظلُّ في مرحٍ هنا يتنقَّلُ
ياويح قلبي بتُّ أجرع غصَّتي
واليوم روحي بعد فقدك تُقتَلُ
ذي صرختي والآه تكوي أضلعي
وجحيم حزني فوق ماتتخيَّلُ
لا تسألوا مالون عيدي بعدهُ ؟
كالظُّلمة السَّوداء بل هي أليلُ
ياقلبَ أُمِّكَ ياحبيبي إنَّها
طعمُ اللَّيالي في بُعادك حنظلُ
تبَّتْ أيادي الغدر كم فتكت بنا !
بسلاسل البؤس الكبير أُكّبَّلُ
لا عيد عندي مُذ رحلتَ إلى السَّما
ودموع عيني مثل غيمٍ تهطلُ
يامَن على درج الشَّهادة ترتقي
إنِّي رأيتك في جنانك ترفلُ
أيلامُ صبٌّ باع روحه للفدا ؟
من يعشق الأوطان لا لا يُعْذَلُ
فاقطفْ بما روَّيت تربك من دما
عزَّاً ومجداً بالفخار يُكَلَّلُ
ولدي أنا والعيد نشرب دمعنا
والقهر سكينٌ بقلبي تعملُ
فيردُّ من عالي السّماء ببسمةٍ
ويقول :إنِّي في الجنان لأفضل
فأنا الشّهيد وفي السَّماء مُكرَّمٌ
والعيد في الجنّات أمّي أجملُ
قد ذقتُ من رحمات ربّي صافياً
كلُّ النَّعيم يُباحُ لي ومُحَلَّلُ
فمنازل الشّهداء أعلى رتبةً
ولهم من الأجر العظيم الأكملُ
-------------------
ريحانة الشام : مريم كباش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق