الخميس، 1 أغسطس 2019

خواطر عابرة ------ للمتألقة نائلة فرج الرياحي

خواطر ...عابرة ...

من أين أبدأ..و لما أبحث عن البداية 
فكل البدايات..تشابهت..
الغريب في الأمر أن هناك حلقات 
مفقودة و الأخرى مجهولة الهوية
حين يطرق الباب..يصلك الصدى من فراغ
ساعي البريد..تاه في الدرب المعلوم يحمل
آلاف و آلاف الرسائل ..المشفرة...دون أن يدرك
سلك طريق الغابة..ولم يعد..
جاءك الحديث ..انتظر..الغاية في سرد الواقعة
لم يكن من أين...بل هل يمكنك الجزم بأن هناك
همسات خلف الأسوار الشائكة؟!!

أنين العصفور الدوري تكسر جناحه 
و هبت عاصفة بالأمس هدمت عشه
حين سلك ساعي البريد الدرب..ضمه إلى حضنه
و أختار ان يتوه في الغابة...عله يضمد جراحه
و جراح العصفور الدوري...و لم يعد..

قالت أمي ..لا عليك من قولها..الآن فتراكم الأخبار
نقلت إلى ذاكرتي داء شبيه بالنسيان
النسيان في محطات الحياة ...نعمة و ليس نقمة
كما في قاموسك...لو لم تنسى أمي آلام المخاض
في بكرها لم أكن أنا اليوم أواسيك...
عاد الحديث إلى أمي...آه..يا أمي...
أثقال الجبال كلها....في كل زفرات أنفاسك..
حين أتأملها و هي بين الصحو و المنام
أتساءل لماذا اختيار الدهر أن ينقش أثره
على جبينها...لماذا الدمع ينسكب في منامها...
لماذا كلما تأملت أمي...يعود بي الشوق إلى مهدي 
و طفولتي...لأرى بسمة أمي...كم اشتقت إلى بسمة 
ترسميها على ثغرك يا أمي...

كان وراء أسوار المدينة تلك الغابة و في بداية الغابة ...
مسلك يأخذنا..نحو الدرب الذي لم يعد منه ساعي البريد

بداية الغابة ككل البدايات متشابهة
 أما الغريب في الأمر...إنما الأخبار تنتقل على جناح الأثير
تكشف عن الآمال الحالمة و الوعود الكاذبة 
أخبار مدينة شامخة رغم كل تلك الأسوار الشائكة..
أخبار قلوب عامرة رغم كل تلك الجراح الدامية..
أخبار العاشقين..أخبار اليائسين..أخبار الثائرين..
أخبار مسموعة ...أخبار مكتوبة ..أخبار مدونة...
أخبار مكبوتة ...لم تنشر بعد....

زخات المطر أولها قطر و أول القطر غيث...و الغيث نافع
لكن هطول الأخبار بغزارة كسرت جناح العصفور الدوري
تاه ساعي البريد عن الدرب و نُقش على جبينها أثر..
علت أسوار المدينة...آلاف و آلاف الرسائل المشفرة..
 من أين أبدأ او من أين بدأت....
كل البدايات تشابهت و تاهت و تهنا...و لم نعد...كما كنا..

بقلمي لؤلؤة قرطاج
نائلة فرج الرياحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق