الخميس، 17 أكتوبر 2019

هرطقات صوفية.... للمبدع غسان أبو شقير

(( هرطقات صوفية ))

آنستُ ناراً على جبل نوركِ

أنختَ راحلتي واختلستُ من ناركِ جذوة

أشعلت قنديلي

فاصطليت من حرِّقة ناركِ بجمرة

أفلتْ طوالع نجومي واحترق فتيلي ...

خلعتُ نعلي في وادي طهركِ وبزغتُ كضوء النهار

أمشي الهوينى متأبطاً كتابي

لم ألقَ أقلامي من أصابع كفي

وتكفلت حروفي بعلاج من أصابه الصمم

وعصا السحر بيدكِ البيضاء تبرىء الأبرص وتنطق الأكمه

في صحراء تيهكِ  مشيتُ دون ارتواء

فلقتُ البحر نصفين واصطنعت سفينة النجوى

بنفسٍ أمارة ٍبالسوءِ دخلتَ محراب فكركِ

واحتسيتُ من الصهباءِ شراب العاشقين

من عرائش الهذيان خَمركِ المعتق

وهن عظمي..واشتعل برأسي المشيب

بوحيِّ براء تي أسبح بالغدو والآصال تسبيح الرعود

سجد تْ  قوافي الشعر وخشعتِ الأصوات في قيّومُكِ

واقتربت الهواجس من حبل الوتين في عرش إلهامكِ

فأنا مع الجنِّ  في وادي عبقر أستمدُ  لحن النّشيد

فأ نصتُ  إلى العجب العُجاب  فيأتيني الحلمُ على مهبط الجنون

تولّى  زمام َ قَلبكَ ,  أخبره ُ خبر اليقين قبل أن يرتد إليك طرفكَ  وتغيب عني الأحلام

  

كسرتُ ألواحي..فنطقَ الحجر من رؤياي

فابتكرتُ من هسيس الرّيح صنماً وعجلاً  جسداً له خوار

ونصبتُكِ إلهاً  فوق جماجمَ  موتى

لِمَا بتَ  تَرقُبَ المدينةَ على عجلٍ 

كخائفٍ  مذعور

ولن يصلَ إليكَ الرّاوي ويدون حُمقكَ على ظَهر الغَمام

وردتُ نبعةِ الماءِ واستقيتُ من شرابكَ جاماً  من الغضبِ

برجلي ضربتُ الأرض فتشقَ الصّخرُ وانبثقَ الماء تحتَ نعلي

اغتسلتُ من عيونِ براءتي حتي ينجلي صدأُ الحديد ِعن حوافِ جُرحي

توليتُ إلى ظِلكَ كراعي الخِراف

وعزفتَ على نايِّ غُربتي لحنُكَ  الشّجي  , من قبل أن يستأجروني ثمانِ  حجج ٍٍ

و يبيعوا جلدي  بمزادٍ عَلني في سوقِ النّخاسةِ

وأصبح مملوكاً  عند قطاع الطرقِ

هذا العهدُ قطعته ُ والوطن بقعة مباركة في شراييني

ولا تثريب عليَّ  إن قطعت شوطاً من النضال فتجارة الأحرار رائجة في الأسواق

لن تكون الحرية  بضاعة نافقة ولن تكون  كساداً

لن أبرّئ  نفسي من الخطيئة  وأشكو مُرّ الزمان 

ولن أبث حزني على قطر الندى  ,,فلم يبقَ هناك مستمعٌ للشكوى

سأطفقُ ضربا بالسوق والأعناق  وأنحر من جزوا صمتي

لقد اخترت براقي من صافياتِ الجياد

سأ نطلقُ في معراج فكري مع العادياتِ   
وأَصْهلُ على سبع ٍعِجافْ

سأعرجُ في نفقِ الظّلامِ مِقدار خَمسين ألَف سنة 
 لأصل َ سِدْرةَ مُنتهاكِ

بوميضِ الروح مع الرّيحِ  سأَسري  للعلياءِ 
 وأسمو مع الكثبان

لن أتمهلْ و أهملُ. الرّؤيا ,,فسمائكِ  مُهلٌ وأرضي عِهنٌ

ومقعدي صدقٌ وَعَرشكِ فوق الماء

وأنا مُضغةٌ مخلقةٌ  في مصافي الملائكة   تُسبح

فأنفخِّ  في الصورِ وأعلني الحساب قبل أن تنصعقَ الفكرةُ 
وَتسقط ُ نُبوءتي من أفلاكِ بُرجكِ

لن أقصُصْ رؤياي على المدى,,, فينصبُ الكائدون في طريقي شِراكِ العداءْ

أعوذُ بالفلقِ ممن َخلقْ ومن دسائسِ نفثاتِ العُقدِ و حَبائلَ الوسواسِ

عند الولوجِ بمتاهاتِ الحقيقةِ سأحسن الولوجِ

 فالأبوابُ مُتفرقة والحَاجة المَاسة تَقتضي العُبور

لن أسألَ خَاصرةَ البَحرِ عَنِ امتدادِ مَوجكِ  وقد أتاني الخَفاء

فمن الأقصى طَوفانكِ  ولُّججِ  البَحر ,, والغرقُ على الأعتاب

والتّيارُ يُعاكسُ التّيار و أنواءُ البحرِ تَقف ُضِدي

حيثما أديرُ وجهي فثمةَ وجهٍ  وقبلةً  وشطرٌ  ينتظرني

في رِقٍ مَنشورْ وكتابٍ  مَسطورْ  كَتبتُ أُحْجيتي

من قبلِ أنْ  ينقرَ الطيرُ رَأسي ويَقتاتُ البحرَ  مِدادَ حِبريْ

َقدْ ذَكرتكِ تِسعاً وتسعينَ مرةٍ قَبلَ أنْ يبتلعني الموجُ و يتخطفني 

وقبلَ أن تُلقيني في المكانِ السّحيق

أرتقيتُ إلى سَمائكِ بسلم ٍ  وتَذكرتُ أَني لم أكُنْ  شيئاً مَذْكوراً

وكنتِ نَسياً مِنسياً

قد أتاني اليقين قبل أن أخلق من طين

حين مكروا كان كيدهم في تضليل

ومن صلصالِ  الحمأِ المسنون مكرهم يُشعلِ السّعير

رَضيتُ  أن يكونَ مزاجي رحيقاً مَختوماً وشرابي كافور

وبين السّلاسلِ والسّبيل كان ليلي الثّقيل أَشدَ وَطْأً وأكثرَ تنكيلاً

من العيثِ أن أتوكأُ بعكازي وأعرجُ على الصراطْ .

.كي أتبصرَ وأسمعَ  حَثيثُ الأصواتِ وأَدركُ خُطا العابرين على الطريق

أدركتُ فَجركِ  قبل دبيبِ النملِ وقبل أن أغفلَ وأمورْ

فما سمعتُ سوى خطواتِ الرّاحلين، ، 

فكرت ُ كثيراً وتدبرتْ , عبستُ وتذمّرتْ,  فما وجدتُ سوى السّراب 

فالكيلُ مكيالٌ وقسطاسٌ ,والعدلُ ميزانٌ وقرطاسْ

ومن ورائي سبعة أبحرٍ طِباقْ

تقلبت ذات اليمين وذات الشمال و تلفت ورائي

ثم تزاورت عن كهف الحقيقة كشمس الوصيد ..

شيدوا قصورهم على الأرائكِ  وصلبوني على جذوع النخيل

وورائي برزخ وقطوف الوعود

من كل حدب وصوب تناسلت وما أدري ربما أكون مع صبحك بموعد قريب

الشاعر غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق