إبحار نحو الشمال ..
.
( يذهب جلُّ المؤرخين إلى أنّ السّواد الأعظم من البربر
هم من أصول كنعانية شامية ، و لكن ماذا قبل الشّام ؟؟ )
..
أنا لم أزل شاعرا يتغنّى بعينيكِ ..
بالعشقِ ..
يبدعُ قافيةً من شجونْ
يسامرُ في هدأةِ الليلِ طيفَكِ
يشكوه مرتجلاً لفحةَ الشّوقِ
يشكوه وهجَ الحنينْ
أنا لا أحبّك ماءً و طينْ
فما أكثر العابرات بأحيائنا حَمَأً ..
لا يحرّكُ بين الجوانحِ نبضي ..
و يبعثٌ فيَّ التّقزّز
يوقظ غفو الظنونْ
أحبّك يا أنتِ روحًا ..
و حلماً أنيقا ..
و وعدًا يغازله الغيب في ردهاتِ السنينْ
أحبّكِ أسطورةً توقظُ العشقَ مجدًا
تحنّ له الأرضُ أغنيّة ردّدتها ..
و لمّا تزلْ آتياتُ القرونْ
أنا قدْ عشقتكِ سيّدةً القلبِ
قبلَ توهّجِ طيني ..
و قبلَ التهابِ المواجدِ طيَّ البطينْ
و كنت أغنيكِ في سبإ ألفَ لحنِِ ..
بها أطربُ السّامرينْ
و كنتُ أحدّثُ في سبإ كلّ فاتنةِِ عنكِ ..
عن فارسِِ سخّر الجنّ
أَعْلَى لنا دولتينْ
و كنتُ إذا بحْتُ للناي شوقِي الدّفينْ
تضجّ السماواتُ ..
تبكي تؤاسي المولّه ..
تجبر كسريَّ كلّ الحزونْ
و يُطْلِعُ في بابل النّخلُ قبل الأوانِ ..
و يثمرُ في العام أكثرَ منْ مرّتينْ
حبيبةَ قلبي أَلاَ تذكرينْ
حكايتَنا نَعبرُ القفرَ ..
يشدو الحداةُ أراجيزنا والهينْ
و من بسماتك تَرتفعُ الشّمسُ بعد العشيّة
تُجْلي الظّلامَ بعيدًا
و ترسمُ خارطةً للطريقِ ..
تُصَاحبُ ضاحكةً موكبَ العابرينْ ؟؟
تضوعُ الخُزامى ..
و ترقصُ في جنبات الطّريق الظّبا ..
حالماتِِِ بوصلِِ و عرسِِ ..
يؤرّخُ ميلادَ أغنيّةِِ للعروبةِ ..
للأرضِ ناطقةً بلسانِِ مبينْ ..
لِنَجْدِِ ..
لعينيكِ يا أنتِ عشقُُُُ تأثّل في صحفِ الأوّلينْ
و لمّا يزلْ عبقُهُ فيِ حنَايَا التّوبَاد ..
تردّد أبياتَهُ خلسةً عاشقاتُ الحِمى ..
خوفَ واشِِ لعينْ
تطيبُ لهُ رجرجاتُ الدّموعِ
و تفرحُهُ حُرُقُُ في العيونْ
أحبّكِ شاميّةَ القدِّ ..
أُبْصِرُ في مقلتيكِ امتدادَ الحضَاراتِ ..
أقرأُ أحْلَى الحكاياتِ بينَ المتونْ
و أقرأُ تأريخَ قَومي الأوائلِ تغريبةً
للبطولةِ و المجدِ ..
أسطورة تزدري كلَّ كلّ الأساطيرِ
تبدعُهَا رحلةُُ تقهرٌ البحرَ رهْوًا
تذلُّ عواصفَهُ هائجاتِِ
تصارعُ في حطّةِِ سفنَ المجدِ عابثةً لا تلينْ
أنا جئتُ يومًا منَ الشّامِ ..
أحملُ في زورقِي باقَ وردِِ
و عطرًا و طيبًا ..
و إكليلَ نصرِِ منَ الياسمينْ
أنَا منْ أشادَ الحضاراتِ حبًّا ..
أنَا منْ أذلَّ البحارَ
و أَعطى زمامَ المحيطاتِ للعالمينْ
أنَا من أناخَ النّجومَ ..
و أحصى المواسمَ للزارعينْ
و للعشق أبدعتُ كلّ حروفِ الهجاءِ ..
ليبقى التّلوعُ ينشدٌه بعدنا العاشقونْ
أنا يَا حبيبةَ قلبِي منَ الشّامِ جئتُ
على زورقِِ طافحِِ بالحنينْ
أغنّي لعينكِ ..
أشدو لهذا الشّمالِ الأنيقِ مواويلَ عشقِِ
و أبهرُ قرطاجَ بالبذلِ ..
بالأُعْطيات ِ..
حبيبةَ قلبِي أَلاَ تذكرينْ ؟؟
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
10/12/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق