(شموعُ على نافذةِ العامِ الجديدْ )
عامٌ يذهبُ وعامٌ يجيءْ
وكلُّ عام يحملُ بينَ ذراعيهِ
حقيبةَ مغادرْ
وحدهُ الغيابُ
سيِّدُ أعوامي ورفيقُها
الذي يمكنُها
الاتكاءُ على كتفيهِ
بكلِّ طمأنينةٍ
لا خوفَ من خذلانِ
عامٍ يمضي ويقبلْ عامٌ
يتكأُ على عتباتٍ من حنينْ
عامٌ مكتظٌّ بالذكريات ِمزدحمٌ بالراحلينْ ..
وكلُّ عامٍ يهدينَا شيبةً بيضاءْ
ويهدي قلبنَا تجعيدةً من
أنينْ
إنها الأعوام ُ
التي نفرحُ ونعانقُها
بكلِّ ما أوتينَا من أملْ
هي الأعوامُ فَقدُنا العمريُّ
أعوامٌ تغتالُ طفولتَنَا الجميلةْ
صوتُ ضحكاتِنا وفرحُنا البريءْ
ترحلُ وتأخذُ معهَا حقائبَ المغادرينْ
الممتلئةَ بالذكرياتْ
تحبو أمنياتُنا فوقَ بساطِ السنينْ
نلهثُ بِقِوانَا المنهكة ْ
نتحزمُ بالصبرِ العنيدْ
نزرعُ بينَ طياتِ كفوفِها الأملْ
ليزهرَ من حُشاشةِ الروحِ ياسمين َوأقحوانْ
هي الأعوامُ التي صلبتْ أرواحَ الأحبةْ
عندَ عتباتِ الحنينْ
اكتظتْ طرقاتُها بالراحلينْ
وامتلأَ فيها رصيدُنا بمشاعرٍ ممتزجةٍ
من فرحٍ كثيرٍ وحزنٍ أليمْ
فيها كمشةٌ منَ الصورْ
نحادثُها كلَّما جَنَّ الَّليلُ وأصابَه هذيانُ الأرَقْ
ورقُ يحلِّقُ ولا يحترقْ
نعاتبُها نبكيهَا
ثمَّ نعودُ ونطبعُ قبلةً فوقَ جبينِها
فتزيدُ في القلبِ تجعيدةً من أنينْ
هي الأعوامُ ذاتُها
التي رقصنَا فرحاً ساطعاً فوقَ أكتافِها
وعدنَا إليها في غفلةٍ من زمَنٍ
لا يشيخُ ولا ينامْ
مكسورونَ متوجونَ بالخذلانْ
أعوامٌ تمضي تمسحُ شعرَنَا بغبارِها الأبيَضْ
معلنةً عن حربٍ بينَ السُّقوطِ والبقَاءْ
فينتصرُ البقاءُ الجليلْ
ويهزمُ العتمةَ ويذوبُ الجليدْ
فوقَ تلالِ الغبارِ لينسابَ نهراً
من جنوبِ الغيابِ ويصبحُ شمساً للحياةْ
منتشي بينَ عاشقينِ تذوقا دمعَ الزُّهورْ
من شِفاهٍ مفخخة
ٍبكرزِ البراري وهبوبِ الصَّحَارِى .
بقلم
فاتن فاعور كايد
٢٠١٩/١٢/٢٩
من وحي الحرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق