الجمعة، 31 يناير 2020

أنا ... للشاعر ساحر الحرف حسام موسى

أنا
أنا لا أقلدُ شاعرا  ماتَ
وصار رماداً في مهبِ
 الزمان
ولا أجيد رطانةَ الكلمات
كمن يشوي نميرَ الماءِ
ويرتشفُ السراب
ولا أبني صروحَ الوهم
بدندنةِ الجُمَل الفارغات
فإذا مافسدَ النبعُ
تلوثَ الشراب
فأنا كالبحرِ لا أعرفُ
متى تهبُّ الرياح
وكيفَ ترقصُ الأمواج
فتَباً لِمِنْ يخاطبُ نعلهُ
ويجعلُ القردَ غزالاً
ويدنِّسُ قداسة الحروف
والكلمات
ويثرثرُ ثملاً
في أزقةِ حوانيتِ السلافِ
يطوي المسافات
فليس من بلاغتي
أن أجعل النباحَ شدواً
وتغريدِ البلابلِ نعيقاً
أنا لا أدفنُ الحسناءَ
حية في التراب
ولا أسلخُ الظباء
لأصنعَ من جلودها عباءةً
ألبسها وقتَ الصلاة
ولستُ خزافاً
كي أصنعَ الجرارَ والدِنان
أنا لا أحبُّ الهياكل الخامدة
ولا أقيسُ الأبعادَ والمسافات
أنا عاشقٌ عذري الهوى
رقيق الفؤاد
والشعر عندي نجوى
وترتيلٌ وتسبيحٌ
وحبٌّ لكلِ العباد
ح/م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق