الثلاثاء، 25 فبراير 2020

مقالة ... للأديبة ساحرة الحرف منى الريس

مقالتي المنشورة في جريدة العروبة بعدد اليوم الأحد23/2/2020 في صفحة أطياف تتكلم عن خيانة الزوجة وضرورة التوعية أرجو ان تنال إعجابكم وفيما يلي نص المقالة:
الحب الزوجي وتجديده بالمحبة:
منى نعيم الريس
بعض النساء المتزوجات نتيجة لكثير من المشاكل الزوجية ، أو أحيانا بدون سبب واضح تميل قلوبهن ، وعواطفهن لغير أزواجهن ،وتحركهن مشاعر حب جديد ..فتتوهم الزوجة أحيانا بأنها أغرمت برجل آخر غير زوجها ، أو ربما تقع في حبه فعلا..
ليس هناك من مبرر لأن تحب الزوجة رجلا آخر، وهي ما تزال مرتبطة ..إذ عليها أن تحترم قدسية الزواج ،وبأن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان، فليس هما بعد جسدين بل  هما جسد واحد ،وإن كان ثمة مشكلات بينهما أدت إلى بعض التجافي، والنفور فعليها ،ومن واجبها أن تتحين الفرصة وتجد الوسائل المناسبة لإعادة جذوة الحب بينهما ،وتأجيجها ،وتزيد جرعة الاهتمام، والحنان ،والحب لزوجها ،وبالمقابل سيبادلها هو بالتأكيد أضعافا مضاعفة من الحب ،والحنان،  فبسبب أعباء الحياة المادية ، والاجتماعية ، ومسؤوليات الأولاد، لن يكون هناك الوقت الكافي لتبادل احاديث الغرام ..فالحب هنا يأخذ شكلا آخر، فعندما يأتي الزوج، والعرق يتصبب على جبينه بعد يوم عمل مجهد، هذا حب ..وعندما بجلب كل متطلبات المنزل من طعام، وشراب ،وكساء، هذا حب... وعندما يبادر زوجته بكلمة ثناء، ومديح، وشكر على طعام قامت بتحضيره هذا أيضا حب ..عندما يدفع الغالي والنفيس من أجل ان تتعافى زوجته من مرضها هذا حب ...
كذلك الزوجة بالمقابل عندما تكون حنونة.. لطيفة ..مدبرة لشؤون المنزل ..طاهرة عفيفة ، وحافظة لشرف زوجها بحضوره ، وغيابه هذا حب ... وعندما تكون معتنية بأمور الأولاد الدراسية ، والاجتماعية والصحية ، هذا حب .فالحب صدقوني ليس بالكلام ، والغرام فقط ..إنه بالتضحية، والتفاني ،والاحترام المتبادل ..فلتتعظ النساء، ولتحب أزواجهن ،فليس هناك أي رجل يستحق أن تترك الزوجة زوجها من أجله ،أو أن تخون زوجها معه ..ليس هناك رجل بالعالم يستحق أن تهدم الإمراة بيتها، وأسرتها ، وتترك أولادها الذين هم ثمرة زواجها من أجله ..إنها بذلك تدمر زوجها وأولادها ،وتقضي على مستقبلهم لأنهم سينشؤون بنفسيات هشة، وبعقد نفسية كثيرة حاقدين على أمهم التي تركتهم، وحاقدين على كل النساء ..تائهين في هذه الدنيا الواسعة ليس من موجه ،ورقيب، وليس من مهتم لتخطيط مستقبلهم، وعمرهم ..فلا الدين ، ولا الشرع ولا الضمير يرضى بأن تترك المراة أطفالها وبيتها من أجل نزوة ،أو اعتقاد بالحب ، وستكتشف بعد فترة للأسف أنه كان وهما، وستعيش معذبة تائهة نادمة على فعلتها  لأن الرجل الذي تركت زوجها لأجله بعد أن يأخذ شهوته منها لن يحترمها مطلقا ولن يأمن لها مطلقا بعد ذلك، وسيضعها دائما في خانة الشك ،والتخوين    لأن برايه من تفعلها ،وتخون مرة ستكررها مرات ،ومرات ،ولن يردعها شيء ..
أنا أعلم أن أغلب الزيجات قد تمت قبل زمن الانترت بطرق تقليدية ليس فيها سابق معرفة من قبل الشاب ، والفتاة، وتمت فقط للزواج، ولأنه أصبح عمرهما حرج ولزاما عليهما الزواج ، وخاصة الفتاة، فيتم الزواج دون أية لهفة، أومحبة ،أو توافق فكري ربما ، أو علمي ،أو اجتماعي 
 ثم أتت وسائل التواصل الاجتماعي بأفقها الواسع لتفتح أمام الإمرأة مجالا كبيرا لتتعرف على الكثير من الشباب ،والرجال عبر  صداقات، ومحادثات، فتقع فريسة كلماتهم اللطيفة وأحاديث الغرام، والحب، واللهفة مصورين أنفسهم بأحلى صورة، وبأنهم الرجال المثاليين ،وأحاديثهم هذه تكون بمثابة  الشبكة التي يصطادون النساء عبرها لايهمهم إن كانت متزوجة أو عزباء.وهنا لا أعمم على جميع الرجال بل فقط أعني ضعاف النفوس ، وعديمي الأخلاق ،والكرامة ،فتأتي كلماتهم اللطيفة لتدغدغ مشاعر المرأة المحرومة وتجرها إلى طريق الخيانة ..
فحذار وألف حذار أيتها الزوجة من هذا العالم الافتراضي ، فليس كل ما يقال فيه حقيقيا، وبدلا من أن تعطي اللهفة ،والحب لشخص افتراضي ،امنحيه لزوجك الذي وضع ثقته بك، ويتعب ،ويشقى من أجل راحتك وراحة أولادك ،فعالم الشبكة العنكبوتية وهم ،والحقيقة الوحيدة هي زوجك ،وبيتك وأولادك ..لا تخربي بيتك بيدك، ولا للخيانة ..نعم للحب الزوجي، وتجديده دائما بمحبتك ،وحنانك ،وعفتك وبذلك تكونين أنت الرابحة لأنك ترضين نفسك ، وزوجك والله ،وتربحين ثقتك بنفسك واحترام الناس ،وتربحين أولادك الذين سيكون لهم شأن في المستقبل عندما ينشؤون بكنف الأسرة وبحضن ورعاية أبويهم ..

منى الريس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق