النظرة السوداوية
لذوي الاحتياجات الخاصة#
في ظل الظروف الاجتماعية والسرعة الهائلة التي تمر بها أيامنا وانشغالنا بصراعاتنا المستمرة مع ضغوط الحياة نكاد لا نلاحظ أشياء كثيرة تدور من حولنا وحتى إن لاحظناها لانعيرها أي اهتمام وبعدم إهمالنا لها ندعم ومن دون قصد كثير من الأخطاء ومن بين تلك الأخطاء ظاهرة سلبية كثير مانلحظها في المدارس وبين أطفالنا ومراهقينا وهي تلك النظرة السوداوية التي ينظرها بعض التلاميذ وإثارة الغمز واللمز والازدراء وقد تصل إلى حد السخرية والضحك من زملائهم ذوي الاحتياجات الخاصة دون مراعاة لمشاعرهم وأحاسيسهم متناسين بأن هؤلاء بشرمثلهم يحملون نفس الصفات باستثناء ماحرمهم الله منه ويتمتعون بالكثير من الطيبة والصدق والحس المرهف وهذا إن دل على شيء يدل على انعدام التربية الصحيحة وانعدام القسم المتعلق بالإنسانية والملاحظة الدقيقة لسلوكيات الأطفال من قبل الأهل والتي ينتج عنها جيل غير قادر على احترام الاختلاف بين الناس وبالطبع لن يتوقف الأمر على الاحترام لأن كثيرا من ذوي الاحتياجات الخاصة يتعرضون للتنمر مما يزيد من وضعهم سوءا ومن ثقتهم بنفسهم وبمجتمعهم انعداما ومن هنا كان لزاما على الأهل تنشئة أبنائهم تنشئة صحيحة وذلك من خلال اعطائهم صورة حسنة وتوعيتهم وذلك بزرع بذور المحبة بداخلهم من خلال بعض التصرفات البسيطة التي تدعم هؤلاء الأشخاص وأن لا تقتصر معاملتنا معهم على الشفقة فحسب فالشفقة أسلوب آخر من الازدراء بل على الأهل تعويد الأبناء على تقديم المساعدة لهم والنظرة إلى جميع الناس نظرة سوية على اختلاف أنواعهم وإقناعهم بأن الشخص المعاق جسديا هو إنسان عادي مثله كمثلهم يتابع حياته بشكل اعتيادي ولا تثنيه إعاقته عن تحقيق أحلامه وطموحاته وأن الإعاقة الحقيقية هي موت الإنسانية وتصحر العقول وانعدام الضمير وكم من الأشخاص المعاقون جسديا أبدعوا في مجال عملهم وأثبتوا جدارتهم في مختلف المجالات والاختصاصات بل أنهم تفوقوا على الأشخاص السليمين جسديا وكانوا مثالا يحتذى به كما تلعب المدرسة دورا هاما في هذا الشق من التربية من خلال تعاون المرشد النفسي المتواجد فيها وذلك من خلال تثقيف التلاميذ وتغذية عقولهم بالعادات الصحيحة ونزع تلك النظرة السوداوية التي يحملونها بداخلهم وبذلك نبني جيلا واعيا متماسكا مبنيا على الأسس السليمة والمتينة المتراصة..
وضحى مخلوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق