الثلاثاء، 17 مارس 2020

بقلم أديب ... قصة للأديب ساحر الحرف د.فواز الحلبي

السلام عليكم..مشاركتي بمسابقة(بقلم أديب ) 
لم تثنه إعاقته عن تحقيق هدفه وما كانت له سبب انطواء ولا تعثر 
عصاميا أكمل دراسته وتخرج طبيبا متميزا متحديا فقره وإصابته في داخله كما البركان في إلحاح إثبات وجود وذات وكان له ماكان ليختص بالأمراض العصبية والنفسية ويتغلب على جميع الظروف والمعوقات والصعاب ،، يعمل في مشافي الدولة فترة يكتسب فيها الخبرة العملية والثقة بنفسه أكثر ثم تنتقل للعمل بمشفى خاص وينجح نجاحا باهرا ثم ما يلبث أن يفتتح عيادته الخاصة فيذيع صيته ويلمع اسمه ويتابع نجاحه ليكون الطبيب الأوسع شهرة والأكثر دخلا ،، يبهر الجميع بإنجازاته ويثنى عليه من العامة والخاصة ،، 
تعج عيادته بالمرضى ،، ويتزاحم الناس على عيادته ليسوق القدر ذات يوم شابة في مقتبل العمر إلى عيادته،، تلتقي الممرضة وتحجز بطاقة معاينة يتقدمها أكثر من عشرين شخصا،، تجلس على مقعد تشابك أصابعها ببعضها،، تنتظر بشغف دورها،، تهز بساقيها،، تتأمل جدران العيادة والحاضرين وتلك الشهادات على الجدران ،، !!! وبعضا من لوحات هنا وهناك ،، 
تخرج جهاز الموبايل من حقيبتها،، تحاول تجاوز الوقت وقتل الانتظار،، تستحضر من ذاكرة الجهاز بعض من ذكريات جميلة،،، يلفحها حزن عميق،، ويداههما قلق وشعور بخيبة !!؟؟ أيام مضت ،، هو الأن طبيب ناجح ومشهور متميز يزاحمه النجاح والمال والناس،؟ وأنا البائسة المنكوبة الحزينة،، المريضة التي تقصده ليجد لها دواءً وعلاجا  لسوء حال وقلب وبال ؟؟!!! 
أفكار مزعجة سيئة مقيتة تراود نفسها ووجدانها وحاضرها الذي صار قتيما وأسود !!! لقد تخلت عنه في لحظة كان بأمس الحاجة لها ،، اغترت بما تملكه وبعضا من جمال وبحرا من غرور وكبر ،،!! لكنها كانت أكذوبة شيطان ونفس وهوى 
كانت صدمة كبيرة له،، لكنه تجاوزها بقوة إرادته وعزيمته وعدم السماح بالتخلي عن هدفه وحلمه ،، 
كان رجلا بكلّ ماتعنيه الكلمة خلوقا ونبيلا كريم نفس رقيق روح بعيد نظر وواف ثقة وشجاعة 
لم يبدِ انكسارا بل صمم بقوة على المضي قدما نحو تحقيق هدفه الغالي والثمين وما كانت نزوة فتاة أو سوء مزاج لها أن يثني من عزيمته ،، 
لقد أمضت حوارا قاسيا مع ذاتها وتناقضا أليما كان كما مر الحنظل في دقائق معدودات تعدل عمرا 
نادت عليها الممرضة،، تفضلي أستاذة غزل ،، الدكتور بانتظارك 
نهضت مسرعة ،، ودخلت عيادة الفحص تحمل خيبتها وحسرتها،، 
مساء الخير دكتور أحمد ،، كان يدون وصفة المريض السابق ،؟ 
رد عليها وناظراه إلى قلمه ووصفته،، أهلا بك تفضلي استريحي 
جلست أمامه تنظر محدقة إليه كفاقد عزيز وجده 
ينهي الكتابة يلتفت إليها،، يكرر ترحابه لها 
تبادره ،، مبارك العيادة دكتور مبارك عملك ونجاحك 
بارك الله بك أشكرك،، 
مما تشكين أستاذة غزل ؟؟!! 
تنبهر من لا مبالاته،، تندهش مستغربة!!! تسأله ؟ أما عرفتني 
أجابها: معذرة منك من تكونين ؟؟ 
أجابته والحزن يقطع قلبها ينسفها نسفا ،، يسحقها،، تخنقها الحسرات 
يوجعها ندم كبير 
دكتور أحمد أنا غزل الفتاة التي يوما تقدمت لها وأردتني شريكة حياتك،، 
لكن الغرور أغشى بصري والكبر والغنى أعمياني ،، ورفضت لأتبع سوء ظني وأختار شخصا حسبته فارس أحلامي وأمير مملكتي وغمرة سعادتي 
لكن ؟؟!!! يا حسرتي وندامتي،، 
يأخذ نفسا عميقا ،، يسترجع أياما خلت ،، يتذكر جيدا ملامح وجهها المستهزئ،، أسلوبها،، غرورها،، وقسوتها!! 
ينظر إليها بشفقة ،، يكرر اسمها ،، غزل ،، غزل ،،  نعم نعم تذكرت 
لا بأس عليك أخبريني علك بخير وصحة؟؟؟ تجيبه: للأسف وأي خير ،، أنا بأسوأ حال ،، 
دمرت حياتي بيدي أهلكت نفسي سيدي،، أكاد أجن ،، لا أرى النوم ،، وأشعر أن الدنيا قاتمة ضيقة وكأنني وحيدة فيها 
هدئي روعك ، ؟؟!! مازالت الدنيا بخير،، خذي نفسا عميقا،،، قولي ماتشائين،، انسي كل الأشياء السيئة،، لا عليك 
تنفجر بالبكاء ،، تعتذر له ،، تشتكي مصابها الأليم 
تخبره أن زوجها كان مثال شيطان في صورة ملاك 
وأنه ما لبث معها إلا سنة وأدخل السجن بحكم تجارة المخدرات وحكم عليه بالسجن المؤبد 
يندهش الدكتور !!! يقوم من وراء مكتبه ،، يأخذ سماعته وجهاز قياس ضغط الدم 
يكشف عن ساعدها يجري لها الفحص اللازم 
يجلسها بعضا من الوقت مستلقية على كرسي خاص لمرضى الأعصاب والأمراض النفسية 
يحاورها برفق وأناة يواسيها 
يتركها بضع دقائق مستلقية،، ثم يساعدها بالنهوض وتنهمر دموعها على خديها 
يغمرها بنظرات رحمة ،، يصف لها علاجا ليس إلا مهدئات 
يحدد لها موعدا للمراجعة يخبرها أن تعتني بنفسها كثيرا  
يعدها أنه لن يتخلى عنها لأنه أقسم على ذلك من أجل كل المرضى 
يطلب من الممرضة إدخال المريض التالي يوصل رسالة من خلال نظراته أن ذاك جزاؤك 
 تغادر والحسرات تقتلع قلبها 
يحتسب الطبيب ويحمد الله مستذكرا قوله سبحانه وتعالى: 
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. 
بقلمي : فواز محمد الحلبي 
14 / 3 / 2020.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق