**أنا حمّى انتظارك**
فيكِ يتجدّدُ ربيعُ العُمُرْ
وتنجلي الغُمَمُ ويزهرُ القدرْ
فليس بيني وبين حضنك
سوى ممرْ
الطريق شاقة طويلةٌ
والإشاراتُ درستْ
وعنوانك سرقته الرياحْ
واللوزُ لم يزهرْ بعدُ في الربيعْ
تعلّبتْ أفكارنا وصرنا قطيعْ
النملُ دؤوب في قطيعْ
والنحل انتظام في قطيعْ
ولكننا استثناء في القطيعْ
كم أشتهي السير حافيا تحت المطرْ
وخزُ الأشواك كالأشواق يؤلم قدمي
يعلّمني تجنّب الوقوع في الحفرْ
يعلّمني كيف أتحسّس موطئ قدمي
كيف أتوقّى الخطرْ
يا عاشق الليل تمهّلْ
ربّان سفينتنا غادر دون موعدْ
وتجمّعتْ مخاوفنا سعيرا في موقدْ
ازرعي فينا أملا
حققي فينا حلما
أزهري في قلوبنا عشقا
فراشة تراقصنا، سليلة الغجرْ
يعانقنا الوجد
لازلنا على العهد
زيزفونا وأكواما من الزهرْ
قوافل محمّلة بالحبّ دائمة السفرْ
في خاصرة الذكرى يحلو السّهرْ
وبوهج عينيك نؤثث مجلس السّمرْ
قُبَلٌ تتعانق في السّحرْ
أنا بقايا معركة في اكتمال القمرْ
أنا حمّى انتظارك والقدرْ
فلا هروب
ولا مفرْ
أنا القدرْ
بقلم: عبدالستار الخديمي-تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق