يبكي الفؤاد تقهّرا
من بحر الكامل
يبكي الفؤاد من الفراق تقهّرا
تحت الشّغاف يسيل دمعا لا يُرى
فيجيبه الصّدر الكئيب بعزفه
إيقاع لحن مذهب طعم الكرى
سبت الفؤاد أميرة في ناظري
سبحان من خلق الجمال وصوّرا
إن أقبلت تُحيي الخريف بريحها
فتراه قد كُسي الرّبيع الأخضر
إن غادرت الكون يصبح مظلما
والأخضر يضحى سقيما أصفر
فازت على كلّ النّجوم بحسنها
والبدر إن هلّت تراه تقهقرا
مهما وصفت فلن أفي أوصافها
فحبيبتي أسطورة أو أكثرا
كم ناسك من حسنها قد اّفتن
كم صائم من عطرها قد أفطرا
كم من ملوك تودّدوا وتذلّلوا
صدّت وردّت كلّ من قد أضمرا
عرضوا عليها ملكهم ونعيمهم
لكنّ لا غيري بها قد أظفر
إذ خيّرت أن تستجيب لقلبها
وفؤادها إختارني دون الورى
قد كنت هيّ وهيّ قد كانت أنا
من فرط عشق في وريدينا سرى
لكن سحابا حالكا قد خيّم
حجب السّعادة والصّفاء تعكّرا
إذ فرّقونا أهلها بجهالة
ما كان فيهم من لبيب أبصرا
المال أقوى من الغرام وبأسه
قد زوّجت غصبا وهذا ما جرى
يبقى فؤادي باكيا في سرّه
من فرط حرمان بقهر أجبرا
بقلم الشاعر خالد الساسي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق