قَهْرٌ وإِبَاءٌ
شعر: هاني زريفة
لمْ يبقَ عنديَ لا لومٌ ولا عَتَبُ
كلُّ الذين ارتووا من راحتي ذهبوا
لمْ يبقَ عندي لخَفْقِ الرُّوحِ أجنحةٌ
ولا لقلبٍ تَشظَّى هائماً إرَبُ
ولا لشوقٍ طواهُ الصَّدرُ مِنْ لَهَبٍ
ولا لعينٍ تداري دمعَها هَدَبُ
غالَبْتُ دَهْراً إذا عاديتُ يتبعُني
كالظِّلِّ مِنّي وإنْ صالحتُ يَنقَلِبُ
لَكِنْ كَظَمْتُ جراحَ العُمْرِ فاستترتْ
ففي الجراحِ لعَادٍ يَكْمُنُ العَطَبُ
عَتَّقْتُ حُزنيَ حتّى بِتُّ أرشفهُ
صَهْباءَ تَدمعُ في كأسي وتَنْسَكِبُ
وصُغْتُ مِنْ شَجَنِ الأضْلاعِ أغنيةً
حَسْناءَ يَصدُحُ مِنْ جُلْنارِها الطَرَبُ
فما استبانَ لصادٍ لاهبٍ ظَمأٌ
ولا لكَشْحٍ هَزيلٍ ضامرٍ سَغَبُ
ولا لوجهٍ نحيلٍ باهتٍ شَجَنٌ
ولا لثغْرٍ إذا الشَّكْوى طَغَتْ صَخَبُ
ولا لمنْقَطِعِ الأنْفاسِ تَقْذِفُهُ
كَفُّ الحوادثِ إبْطاءٌ ولا تَعَبُ
لَكَمْ تَوَالتْ على الصَّدرِ النَّديْ سُحُبٌ
وكَمْ تَلاشَتْ على أضْلاعِهِ سُحُبُ
وكَمْ توارتْ بلَيْلِ الرُّوحِ مِنْ شُهُبٍ
وكَمْ تَسَامَتْ إلى عَلْيائها شُهُبُ
أنا الجَناحُ الّذي ما هُدَّ مِنْ تَعَبٍ
يَمْضي فيَتْعَبُ مِنْ ترحالِهِ التَّعَبُ
عَشِيقُ سَيِّدةِ الأشْعارِ زَيَّنَها
عِقْدٌ نَضيدٌ جُمانٌ خَيْطُهُ ذَهَبُ
حَرفٌ يَجولُ على جَفْنِ الهوى خَجِلاً
يرنو ويُغْضي على وَجْدٍ ويَضطَرِبُ
لَيْلٌ ويُشْرِقُ مِنْ أَهْدابِهِ قَبَسٌ
بَردٌ ويَخْفُقُ مِنْ أنْفاسِهِ لَهَبُ
فَأَيُّ خِلٍّ يَسُلُّ الدُّرَّ مِنْ مُقَلي
وأَيُّ خَصمٍ لَهُ مِنْ جانحي زَغَبُ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق