الخميس، 11 يونيو 2020

اكفني شر أوجاع --- للمبدعة سناء شمه

اكفني شرَّ أوجاع الحنايا

كنتَ كقميصِ يوسفَ

أخذتَ بقلبي
على صروحِ ومفاتن
كالجنائنِ المعلقةِ.
متفردةٌ..تناغمها اليدُ
والأحداق .
وفي عشيةِ الذئبِ
ألقيتني...في جُبِّ يوسفَ
وطويتَ بقميصي
وعلقتهُ في معبدِ النكران
مزاراً ،..وغدراً
تُلعنُ في دُبُرهِ
الأشواق.
كنتُ أنازعُ بأهدابي
حتى تساقطتْ
القمرُ معدومٌ
والنجوم ُ متواريةٌ
وأنا أنتظرُ منه
بشارةَ المحاق.
أحتسبُ كلَّ نهارٍ
أن تحطَ حمامةٌ
تقذفني بالحصى
وأجمعهُ في ثيابي .
وحين أغادر من بئري
يخبرني...كم كان
من غدر..وفراق
ثم جئتَ مخذولا ً
متوسلاً..جانحاً
عند قيدِ قلبي
وأعلنتَ براءةً
وصلاة ..وطهرا
وفي خدركَ المفضوح ِ
تباشيرُ النفاق
فاكفني شرَّ ودادكَ.
قميصُ يوسف َ
قُدَّ من دُبرٍ
وانتَ ..قددتهُ
من قُبلٍ ..ومن دٌبرٍ
تترنحُ بثمالةٍ من قبحٍ
في الأسواق.
خطوطُ الوهمِ
في كفيكَ
لن تبصرها
وإن ألقيتُ عليكَ
قميصاً آخر
من ودادي...وصفحي
لأن قلبي ماعاد يروم
للهوى
قد أغلقتهُ ..كالمساجدِ
من خوفِ وباء
وأن نافلةَ الفجرِ
قد محوتُ من أوقاتها
الدعاء
تتعانقُ الأغصانُ
في حضنِ الربيع
أما أنتَ..كالجذامِ المنتشر
يخشاه العناق.
وانّ أوجاعَ قلبي
قد دفنتُها في جزرِ النسيان
ولن يُفتحَ لكَ طريقا
يتبعُهُ خطُّ سباق.

...قلمي...سناء شمه...
....العراق.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق