(( مِيلادُ الشَّاعِرْ ))
لمْ أَكنْ الشَّابُ الوسيمُ ,,المغازلُ للعيونِ العِسَالْ
ولاالعاشقُ الملهوفُ,, الولهانُ في خدورِ النساءِ
والمفتشُ عن الجمالْ
لم تحتفي القبيلةَ,,, بميلاد الشاعر المِثالْ
ولمْ تقدمْ القرابينَ والأَضَاحي
لانبعاثِ الوافدِ الجديد
و القمرِ السَّعيد
لِواءُ الحَقِّ بيدي ِمرسالْ
لمْ يقيموا الطّقوسَ في القريةِ الغراء ومراسيمَ الاحتفالْ
ولمْ يقرعوا الدّفوفَ والطّبولَ عند الاستقبالْ
ولم تضرب المدافع القنابل إحدى وعشرون طلقةً
احتفاءً بميلادِ الجَنرالْ
في الساحات الرئيسة..لم ينصبوا للقائد المُوقَر تِمثالْ
مسافرٌ نحو خمائل الخيال
و على أفنان الأماني أحلقُ,, شِاعرٌ جوال ,,,
عن طيور السلام يبحثُ بين الأطلال
اعتزلتُ نوادي السُّمارِ ..وَطاولاتُ القِمارْ
ومازلتُ متوقٌداً وعنيداً...أقاومُ كُلَّ مَسيخٍ دَجَّالْ
في براري الشعر عند السَّحَرِ أكُونُ ُرهبانْ
أُرَكِبُ القوافي والشعرُ أكيلهُ في كَفْةِ الميزان
أتراكض شارداً شُرودَ الغَزَالْ
حِصانٌ جامحٌ بين ظِباءِ اللّيل يُسابقُ قطعان الظِّلالْ
ويطاردُ فراشات التلال
خفقاتُ الجناحِ تَنبضُ بالآمالْ
بلادي الساحرة ُ بعيدةً عن العيونْ
عند شروق الشَّمسِ على أَغصانِ الصُّفصافِ رَيحانة ً
وعند الغروب عُصفورةَ الأحزان ترحلُ مع الشّفقِ الوَرديْ
و تغفو خلف أكوام الجيال
أنا الشاعر المنسي ,,,
أضناني البُعاد وأبكاني الإشتياق
أبكتني القصيدة النَّجلاء
على أوتارِ المساء أكتب الأشعار
وأعزفُ الألحان على وتر الرَّباب
وأهجو بصمتِ الرُّجولةِ كَيدَ النِّساءِ وخوار الرجال
مُكتفٌ على أوتار المساء ومُجندلٌ على شَفةِ السُّؤالْ
يا حنجرتي ,,,بُحَ صوتي وتقطعت الحبال
على أَيِّ حبلٍ سَأَمشي هذا المساءْ
وأنا المشنوق في رغباتي
وكلّ الحِبال تَدَلَّتْ في جُبِ الآجال ْ
والدُّروبُ إلى عينيكِ َضِّيَقةً وباتتْ مَحَالْ
يا غَصْةً قابعةً في الصَّدْرِ مِنْذُ سنين
ويادمعة ً تجري في المآقي ..وَتُبللُ القلبُ الحزينْ
سيفُ الهَجرِ والفراقِ قد طَالْ
تُهَيُّجُ نَوباتِ الحنين وَتُسْكِرُ الفؤادِ العَليلْ
طَريق العَودةِ للمنازلِ
تَكْسُوهُ كُثبانَ الرِّمالْ
أسرابُ الذّبابِ غَطتْ نورَ الشَّمسِ بالضباب
كبفَ سأراكِ ياحلوتي,,من ثقوبِ الغِربالْ ؟
مَازِلْتِ بَعيدةً ياقِبلةُ صَلاتيَّ عنْ مَرْمَى العُيونْ !
والأقدارُ إن شَاءتْ ,,ستكونُ مَحطةَ قُرْبنا المَنشودْ
وَأَمرُ اللهِ على العِبادِ واقعٌ وَحَالّْ
سَيفُ الضَّغينةِ في القبيلة ِمُسلطٌ على الرقابْ
فهل ستخبرني ياشوق متى يكون الوِصالْ ؟
أم ستبقى الغربان البغيضةُ تجوس في قريتنا الغراء
وتلقي علينا بشتى الأحمالِ والأثقالْ !
الشاعر غسان أبو شقير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق