انفلات غير مسبوق..إلا أنه ملحوظ جداً.
ما الذي يجعل الإنسان يصبح بلا ضوابط
بلا قوانين بلا أحكام و بلا ضمير ؟ !!
في زمن الثورة التكنولوجية و سيطرة الشبكة
العنكبوتية على كل بيت في العالم.
تلك الشبكة أمسكت الناسَ بقبضتها، حين درست نقاط ضعف البشرية و أنشأت عبر خطوطها كمّاً هائلا من المعلومات تجيب عن تساؤلات كل إنسان بما يهم حياته و أوصلت له و هو جالس في غرفته
كل ما يرضي غروره و شهواته و أهم المواضيع
التي تثير إشكالية عند غالبية الناس.
أهمها: الجنس و هو النقطة الأقوى و أكثر الهواجس في الحياة..
ثم الدين و هو أفيون الشعوب الذي يجعل
كل إنسان تحت سلطة معتقدات شتى متفرعة عن اجتهادات و فتاوي رجال دين الطوائف الإسلامية و المسيحية،و البوذية و اليهودية و الهندوسية و غيرها من الأديان.
كلها تصب في متاهة الحلال و الحرام ،بين الصح و الخطأ بين التكفير و الإلحاد و الإيمان
(مع أن الله لم يودع هذه المهمة عند أحد !!).
بعد الجنس و الدين، اهتمت هذه الشبكة
- التي مصدرها أمريكا - في إلهاء عقول البشر
(و بالأخص العالم الثالث )..بالألعاب المختلفة
وتناسب كل الاعمار مما جعلهم لعبة في يد تلك العناكب .
كانت نتيجة تلك الألعاب موت لبعض الأطفال الذين تأثروا بسياق اللعبة لتنفيذ كل ما يطلب منهم ، عدا عن ذلك الفنون القتالية التي صدّرتها لتكريس روح الكراهية و العدوانية تجاه الآخر مهما كانت صلته ،قس على ذلك، معظم المنشغلين
بالألعاب في عمر الشباب.
لتسود السطحية و تهميش الفكر و تعطيل آلة العقل،
بالتالي تخف الروابط بين الأشخاص و هذا
يؤدي إلى تقليص مشاعر الحب و الروح الجماعية
في العمل ، هذا بدوره يساعد في تفكيك الروابط الأسرية، الذي ينشر مشاعر الأنانية بشكل واسع ، و الابتعاد عن الإنسانية على مساحة الكرة الأرضية.
انعكس هذا على علاقات الارتباط و الزواج
أصبح يجيد كل عاشق البعد و الأنانية و التعذيب النفسي لمحبوبه؛ رجلا كان أو إمرأة هذا لم يعد تصرفا حقيقيا بل فيه من الكذب ما يجعل
العلاقة بعيدة عن الأخلاق و هذا ما نتج عنه
نسبة طلاق كبيرة في العقود الماضية من هذا القرن.
تغيير مفاهيم الأدب و المنظومة الأخلاقية الفطرية
هي نتيجة فعلية حقيقية نتلمسها في واقعنا،
بدءا من الخلية الأولى( الأسرة)انتهاء بالعالم الافتراضي الذي اعتمد فيه كثير من الشباب
أسلوب الكذب و الخداع في تغيير جنسهم مثلا
أو أسمائهم و السؤال الذي يطرح نفسه هنا
لم يفعلون ذلك ؟
هل لعدم ثقتهم بأنفسهم أم ليلعبوا و يتسلوا
بأعصاب و مشاعر الآخرين ،
أو ربما لأن نزعة الشر فيهم تزداد خاصة أنهم في الخفاء و بعيدون عن أي شبهة و يمكنهم ممارسة حياتهم الواقعية بوجه آخر تماما يعني النفاق.
هذا ما تفشى في أيامنا التي نعيش للأسف.
ختاما، كم يحتاج الإنسان من أعوام لإصلاح ذاته؟
و لم بات الصدق مكروها و الكذب محبوب الناس؟
و كأنه وجبتهم المفضلة كل نهار !!!
أرجو ألا تكون نهايتنا على هذه الصورة البشعة
إذ تعلمنا من قصص الطفولة لبناء إنسان صحيح
أن الخير يغلب الشر و حبل الكذب قصير و الصدق أنجى و دمتم بألف خير...
..................
مجد درويش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق