الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

حبل الإله....للمبدع محمد الفضيل جقاوة

حبل الإله ..

.

قـــالوا جراحك يا شقيّ ستدمل

و يعـود يفتنك الهـوى و يُعجّل

.

وستصمت الذّكرى ويدرس وشمها

طبع الحياة تقلّب و تحـــــــــوّل

.

لا شيء يُنْسِيني و يبعث سلوتي

مــــــــاذا بربّك يا حبيبة أفعل ؟

.

أنّــــــــــى التفتُّ أراك قبالتي

طيفا يضّرم خـــــافقي و يبتل

.

يا لفحة الذّكـــرى حنانك إنّني

ضرم عــــلى ضرم يؤج ويقتلُ

.

رحلتْ و ما جــــادتْ عليّ بلفتة

تطفي لهيبا فـــي الحشاشة يشعل

.

وهــــــــي التي دأبت تبرّ محمدا

وإذا سعتْ للأمـــــر قبله تسأل

.

عــفوا فقد حُجزتْ وضاق خناقها

و عن الوصـال وما أردتُ مكبّلُ

.

أســــــــــعى إليها دامعا فيصدّني

خـوف الوباء و حارس و موكّلُ

.

قــــد كنتُ أحلم بالإياب تفاؤلاً

فإذا التفـــــــــاؤل حسرةٌ تتغوّلُ

.

عادتْ بأكــــــفان تمزّق خافقي

و إلى المقـــــــــابر نعشها متعجلُ

.

يا خفقة  القلبِ  المحـــــــطّم  إنّي

نهب  المــــواجع  و المدامع هطّلُ

.

قـــــد  كنتِ  للقلب  العليل  شفاءه

في  كـــــلّ  نازلة  لحضنك  أنسلُ

.

وإذا المظالم  في  الفؤاد  تعاظمتْ

كنتِ  السّـــــــحائبَ  للمظالم تغسلُ

.

و من  الدّعـــاء  قواصم  و نوازل

ويح  الظّـــــــــلوم  لمهلكٍ  يتحوّلُ

.

تمحــــو  ابتسامات  البراءة لوعتي

و تبلسم  القلب المهيض  الأنــــملُ

.

سَحَرًا  نسارعُ  للصــــــــلاة  تيمّنا

و يضوع  يسكرنا  الهُـدى  المتنزّلُ

.

أحييتِ  ليلَ  النائـــــــــــــمين  تقيّةً

آيات  ربّك  فــــــــي  الهزيع  ترتّلُ

.

كــــم  كان  حفظك  للكتاب  يسرّنِي

أرجو  التّمـــــــــــــام  ليومه  أتعجّلُ

.

بدَدًا  أرى  الأحــــلام  ينثرها الرّدى

والحزن  يندب  في الدروب  ويُعْوِلُ

.

مــــــــا كنتُ  أحسبُ  أنَّ  حبّك بالغ

حــــــــــــــــــدّ  السماءِ  لربّه  يتبتّلُ

.

يا نبضة  سكنتْ  جــــــــوانح  والهٍ

صرتُ  الخرابةَ  للخــــــلائق  تمثلُ

.

أســعى و عنّي  من  رحيلك  غائب

قلبي  بسفــــــــحك  طائف  لا ينزلُ

.

هيهات  تنسيني  السنون  و كـــرّها

جذر  الصبابة  فـي  الحشا  متغلغلُ

.

ما  بيننا  بـــــــــــاق  إلى  أبد  فما

حبل  الإله  إلى  التّصـــــــرّم  يفتلُ

.

بقلم  محمد  الفضيل  جقاوة

23/08/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق