ذكريات شاعرة صغيرة
أمسكتُ قلمي لأكتب أشعارْ
سطرت حروفي آلاف الأفكارْ
فرح بها الأهل
وقال أبي :
إنني من الشطّار
فمن وهج كلماتي
جعلت الليل نهارْ
قرأها أستاذي
فقال : يا ابنتي
إن شاءت الأقدارْ
سيكون لك في عالم الأدب مقدار
لم أستطع أن أكتم فرحتي
وكم كانت كبيرة لهفتي
لعناقه ...
لولا خوفي من الأشرار
صرت أتسرب ساعات
لمكتبه بين القاعات
وأعطيه ما كتبت
ليضع لي العلامات
وكان يكتب عليها
كلمات ليس لها نهايات
كبرت فرحتي
لما أصبح في جعبتي
مواضيع فوق المئات
قال استاذي :
يا ابنتي
لك كل مودتي
هل تودين توثيق ونشر ما كتبتِ ؟
أكيد يا أستاذي فهذه أمنيتي !!
سارع بأشعاري
لدارٍ ليست كالدارِ
مليئة باللوحات
وصور الرواد والرائدات
والكتب مركونة بثبات
استقبلنا رجل وقور
لكنه على عملي لم يكن غيور
قرأت له ما أعددت
وما اختاره استاذي
وبه اعتززت
،،وجم وجه السيد الوقور
ممثل الثقافة والنور
وقال بصوت جهور :
أنت يا أميرة ما زلتِ صغيرة
ولا أحد يجد الحبور
في قراءة كلمات
لصغيرةٍ ليس لها حضور
..صحت بصوْتٍ جَسور
صمت له كل الحضور
ياعم ! !!
سأقرأ بعد
وأسمعك شعري لو سمحت
لم يعرني انتباه
ورفع يده بالوداع
،،خرجت مع خيبة الأمل
أجرّ أذيال الخجل
من أستاذي الوقور
فقال مواسياً :
وصوته يشع بالنور
لاتحزني يا ابنتي
فكلها شهور
وتجدين نفسك
بين الكتّاب اسمك ممهور
وفي النقابة لكِ جذور
يُعملُ لك ديوان
يقرؤه كل الحضور
الشياب قبل الشباب
فليكن عندك أمل
وهيا إلى العمل
فما زلتِ صغيرة
كالملاك أميرة...
أسعدتني كلماته
وبت أحفظ مفرداته
ومرت الأيام
ضاع الحلم على الحيطان
نسيت الشعر والكلمات والأمان
غصت ُفي بحر
الفيزياء والرياضيات
وبعلمي أن كل شيء قد مات
لكنني أعدت شريط الذكريات
أمسكت القلم
فوجدت أنه مازال عندي أمل
ومازال قلمي يودُّ البوح والثبات
وسوف أكتب من جديد
قصة حياة..
سمرة زهرالدين
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق