الجمعة، 2 أكتوبر 2020

وصايا حكيم ١٥....للمبدع محمد عزو حرفوش

#وصايا حكيم..(١٥)
بسم الله الرحيم الرؤوف العليم.. أبدأ حديثي معكم.. أخاطب الخير المزروع في ضمائركم.
أحبائي.. كلّنا في الحياة عابرو سبيل.. نصادف فيها الأجاج والسلسبيل.. فإن ضاقت عليكم الحال.. فاسعوا في البحث عن البديل.. ولا تتعلّقوا بحبال المستحيل.. واعلموا أنّ كلّ ظرفٍ زائل.. خيراً كان أمّ شرّاً.. متشائماً كنت أم متفائلا.. مهما طالت الأعمار أو قصُرت.. ومهما ضاقت الحياة أو رحُبت.. فاحرصوا كلّ الحرص أن تتركوا أثراً حسناً طيباً فيها.. بطيب القول والفعل.. يساوي الأرض وما عليها.. تحملونه زاداً كبيراً معكم.. يوم لا ينفعكم إلا جميل عملكم.
أحبائي.. ليس كلّ ما تتمنونه.. هو خير لكم.. ولا كلّ ما تتجنبونه وتنفرون منه.. هو شرّ لكم.. فلا تبالغوا في فرحكم ولا في حزنكم.. واجعلوا بين ذلك قواما.
أحبّائي.. إنّ الحياة مليئة بالمتناقضات.. بالخير والشر.. بالكسل والاجتهاد.. بالبخل والعطاء.. بالحزن والفرح.. بالقبح والجمال.. فكلّ سالب يقابله موجب. فليكن اختياركم للموجب وإن لم ينسجم مع رغباتكم الآن.. واعلموا أنّه لا يدوم على حاله الزمان.. وما الحياة إلا مدرسة وفي كلّ يوم فيها امتحان.. وفي الامتحان يُكرّم المرء أو يُهان.. وعلمكم وعملكم في الميزان.
أحبائي.. الحياة هدية الخالق إليكم.. ووديعة في فكركم وبين يديكم. فأحسنوا التعامل مع الهديّة بما يرضي مُهديها.. ولا تحطّوا من قدرها.. فتندموا على كلّ يوم فيها يوم لا ينفع الندم.. وتجزون بما كتب القلم.. واحفظوا الوديعة بأحسن حلّة.. لتظفروا بالفوز لا المذلّة.
أحبائي.. لا تغرنّكم بهارج الحياة وسفاسفها وإن تزيّنت في أعينكم.. فهي اختبار لحسن تدبيركم ونقاء بصيرتكم.. فأحسنوا اختيار الطريق والرفيق.. ومن السلوك ما يليق.. ولا تحسبوا كلّ جديد أفضل من العتيق.
أحبائي.. اكتبوا سطور أعمالكم بقلم رصاص.. فيسهل عليكم تصحيح الأخطاء.. ولا تجزعوا.. فكلّ امرىءٍ خطّاء.. وخير الخطّائين التوّابون.. وكما تزرعون تحصدون.. فأحسنوا الزرع.. بوافر الحصاد تنعمون.
باسم الله بدأت وبحمده أختم.. وألقاكم مجدّداً.. إن شاء الله.. ثمّ وشئتم.
.. محمد عزو حرفوش..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق