"نَخَرَ السوسُ نّخلَةُ الصَّداقَةِ"
يا صاحبي ،
أنا لستُ في الصباحِ للصباحِ أبتسمُ ،
ولستُ أبيعَ سلالَ الحُبِّ ،
أو أُحيِّ طقوسُ الغُرمِ ،
قلاعُ صذاقةٍ دُكَّت ،
بارودٌ هزَّ أصخُرَها ،
أجالسُ ألمي مُنكسِراً ،
نَعم أبكي على الغُصنِ الذي قد مالَ وأنكسرا ،
فلا عَجَبٍ ،
أجلْ أضعُف ،
زرعتُ جوانِبِ الأرياضَِ أحمالاً معنقدةً ،
ثمارِها طيبُ محبةٌ وحنانُ ،
ولي بُستانُ لا يؤذي ولا يَحِمِلُ سُمومَ الحقدِ ،
أو ينثُرّها ألوانُ ،
أنا يا صاحِبي قدّمتُ ما قدّمتُ لوجهِ اللَّهِ مُحتسِباً ،
وما كنتُ قد قدمتُ إرضاءً لإنسانٍ ،
فَلا واللَّهِ لا مُلكٌ ولا مالٌ يدومَ لنا ،
فلا إلا من المقصورِ أمتارٍ وأمتارٍ نُلف فيها أكفانُ ،
وقد تأتينا مجاني ،
صديقي ...
أتذكرُ عن صداقَتِنا ،
أتذكُرُ أنتَ كمْ كانتْ شَقاوتَنا ،
أتذكُرُ كم نقاءَ الروحِ زمان الودِ يجمَعََنا ،
أتذكُرُ كمْ ليلٍ جرَّ ليلٍ ، جرَّ ليلٍ ، جَرَّ عامٍ ، خلفَ عامٍ ما تَفرّقنا ،
بَعدَ الآنَ صَديقي الآنَ أصبحنا ،
غريبينِ ،
كَقُطفِ التَّمرِ عن قلبِ مُحلّيَتِه ،
كَقُطفِ التّمرِ عن سُعفِ مُجدّيَتِه ،
هُنا ماتتْ صداقَتَنا ،
صَديقي المغصوبُ في العاداتِ هل تقوى ،
سَديَد الرأي أن تبقى ،
تخلص من شرورِ النفسِ ،
صغيرُ النفسِ من يكبُرَ بعينِ الناسِ ،
بحبِّ الناسِ ،
بقلبِ الناسِ ،
يُقوي البأسَ بجمعِ الناسِ ،
زمانَ عِدائِنا طالَ ،
وما زالَ لنا فى العُمرِ أنفاسٍ لِتجمَعنا ،
ولم تبق بأعيُنِنا سوى الدمعَةُ ،
تَسيلُ إن أتتْ ذكرى ،
أذكِّركَ إذا جازتْ لنا الذِكرى ،
عمِلتَ المُستَحيلَ تَقتُلْ شُرنَقَة سوسِ النخيل ، وَلمْ تَنَلْ منها القَليلْ ،
حتى ضِقتَ دونَ جدوى ،
أُهِنَ الجَسَدُ العَليلْ ،
هل ستُفلِحَ يآ نبيلَ ،
بربطِكَ الحبلُ الضئيلَ ،
ونَعودُ مِثلَما كُنّا بأمهادِ السِنين .
بقَلَمي-فريد سلمان الصَّفَدي
الأُردُن-الأزرق-٢٥-١١ـ٢٠٢٠م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق