البيئة الإجتماعية وتأثيرها على سلوك الإنسان
بقلم /حمزة فؤاد جدوع
ولأهمية هذا المقال في حياة الإنسان ونشأته مما يشكل محورا أساسيا في التعامل مع السلوك والبناء ضمن مراحل تطور حياته، وما يكتسبه من البيئة العائلية الحاضنة منذ ولادته، ليتغذى من أصوله المتجذرة من تقاليد وعادات وطبائع فيها، التي تترسخ في ذهنه وتنعكس على سلوكه في التعامل، فضلا عن أن منظومة القيم والأخلاق هي التي تعمل في بناء شخصية الإنسان وتأثير ذلك لاكتساب نمطا من التفكير والسلوك لتصنع منه إنسانا صالحا للعيش في ظل نظام اجتماعي، وأن أثر البيئة يتجلى في نشأة الإنسان منذ ولادته حتى مماته، وللبيئة أشكال وأنواع كلها تترك تأثيرها على طبيعة شخصية الإنسان، كما هو الحال بتأثير البيئة الوراثية على الإنسان في السلوك والتفكير و أنماط الحياة، إضافة إلى ضعف القدرة الذي يظهر على العائلة بوضع خطة لمواجهة التأثيرات على مستوى خارج وداخل العائلة وخاصة فيما يتعلق بالإدمان على استخدام الإنترنت بشكل مفرط و الانجرار نحو ما هو يثير من شكوك في السلوك والتصرف إن لم يستحسن استخدامه كفائدة لإنماء الفكر وتطوره في جميع نواحي الحياة، ناهيك عن تأثير العولمة الثقافية على مدارك الكبار قبل الصغار ونخر عقول كثير من الناس وخاصة الجوانب التي فيها منزلق أخلاقي وسلوكي تدفع الإنسان بالتعاطي مع الممنوعات والجرائم رغم أن هنالك من عادات إيجابية في العلاقات من ترابط وتآزر، لكن التوافق والتشابه في العطاء يفسد المنافسة الشريفة والإبداع والتطور، وأما بالنسبة للتكامل بين البشر في الطبيعة هو سبب لاستمرار الحياة على الأرض، لأن المجتمع كتلة بشرية حركتها تكمن بفعل عوامل متعددة ذات فعالية متباينة منها ما يتعلق بظروف البيئة الاجتماعية وتأثيرها على طبيعة العلاقات في القيم الاجتماعية أي التقاليد والعادات، والأخرى في التركة الوراثية ٠٠٠نرى أن شخصية الإنسان تنمو من خلال محاولاته الفردية للتغلب على مشاعر القلق الناجمة عن الحاجة لإشباع رغباته في الحياة والتغلب على التوترات والقلق النفسي الناتجة عن العلاقات الاجتماعية ٠٠والطفل مثلا يحتاج إلى رعاية نفسية ليحسن تصرفاته وسلوكه مع محيطه، فضلا عن أن مرحلة الطفولة تشكل منعطفا خطيرا في حياة العائلة والمجتمع إذا لم يستحسن التصرف معه وتنمية مداركه وفق ما يتطلبه السلوك القويم وأما ما يؤثر بشكل سلبي على طبيعة سلوك الطفل هو النقد اللاذع المستمر من قبل الوالدين وأفراد العائلة وحتى الأقارب وكذلك طبيعة جو المدارس والمعاهد في بعض الأحيان من تصرفات بعض المعلمين والطلاب كظاهرة تسبب له ازعاجا في أكثر الأحوال ويحاول الهروب من هذا الواقع ومن هذه التصرفات التي تتقاطع مع رغباته، ويصاب بقلق وتوتر بالبنية الفكرية وانكار الذات والكبت واضطرابات نفسية، وأما بالنسبة لمرحلة المراهقة وهذه أخطر مرحلة في حياة الشباب وخاصة عندما يبحث عن أشخاص و اختيار بناء صداقات وعلاقات، ظنا منه أن تؤدي تلك الخطوات إمكانية تغيير ايجابي قد يطرء على نفسه وفي السلوك والعلاقة التي تتيح له جوا نقيا وسليما لبناء تلك العلاقة دون التاكد والتدقيق والتعمق عن خلفيات هذا الاختيار إن كان سلبا أو إيجابا كي لا يقع في فخ أصدقاء السوء وعلاقات مشبوهة مع الاخرين، وهنا يأتي دور الوالدين لمتابعة تصرفات الأولاد خارج محيط العائلة لتأمين الأمن والأمان لهم من مصاحبة اناس عليهم علامات غير محببة اجتماعيا ودون تدقيق سلوك هؤلاء ليتوافق مع منهجية وسلوك العائلة وسمعتها، وتوخي الدقة في اتخاذ قرارات وضرورة الرجوع إلى حيثيات تلك العلاقة وتوجيه النصح والإرشاد في حال حصول معلومات تشير إلى وجود شوائب في السلوك ومنع هذه العلاقة والتواصل، بضوء تلك المعلومات والمواقف، لبناء مجتمع خال من الشوائب السلوكية والفكرية ٠٠٠مع تمنياتي وقتا ممتعا بالسعادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق