. عند المآب
دبيبُ موتٍ على أشلائنا يجري
ودمعُ قهرٍ على مأساتنا يسري
تجري الرّياحُ ولا ندري بوجهتها
كالعمرِ يمضي وفي سعيٍ إلى القبرِ
كم من ضريرٍ وطول العمر أرهقهُ
وكم صغيرٍ أتاه الموت في الفجرِ
كم من غنيٍّ وجمعُ المالِ يشغلُهُ
وكم فقيرٍ بهِ الأموالُ لا تغري
خذْ يا أخي بطريقِ الحقِّ أحسنهُ
لا تجعلِ الجاه في دربٍ إلى النّصرِ
إن كنتَ تملكُ ملياراً تُخزِّنهُ
أو كنتَ تسكنُ كالسّلطانِ في القصرِ
إذا أتاكَ ملاكُ الموتِ في عجلٍ
تصيرُ مثلَ فقيرٍ راحَ للحشرِ
هدِّئْ خطاكَ وكن في العيشِ أغنيةً
ولا تكن كالّذي دنياهُ في الأسرِ
وامشِ الهوينةَ إنَّ الأرضَ فانيةٌ
ولا تظنّنَّ أنَّ العيشَ للدّهرِ
غداً تموتُ ويفنى في الثّرى جسدٌ
أفنيتَ عمركَ بالتّزيينِ والكفرِ
وانفقْ بمالكَ علَّ الله ينظرُ في
حسن المآب ويعفو عنكَ في الوزرِ
ذاكَ الفقير الّذي ضحّى بدنيتهِ
ويبتغي لرضى الرّحمن بالنّذرِ
هوَ الغنيُّ ولا مالاً بحوذتهِ
وأنتَ ذو ذهبٍ يرديكَ في خسرِ
يا إخوتي أملي بالله يرشدكم
والهادياتُ لكم في الفجر والعصرِ
كونوا بأجمعكم للحقِّ شعلتهُ
تخافُ منكم وحوشُ البرِّ والبحرِ
لو عادَ فِرعونَ للدّنيا سيخبركم
مانفعُ عظمتكم والعَظمُ للنّخرِ
بالأمسِ ماتَ غنيٌّ في خزائنهِ
مالٌ ويكفي جميعَ الخلقِ في يسرِ
فهل جناهُ بما يرضي الحسابَ غداً
أم بالحرامِ سعى للمجدِ والفخرِ
فلن يضيعَ حسابٌ من بدايتهِ
حتّى الرّحيل ومهما نالَ من أجرِ
عند المآبِ جميع النّاس في كدرٍ
إلّا الّذي لحلالٍ نفسهُ تجري
بقلمي فادي مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق