الخميس، 29 أبريل 2021

ورق أصفر... للمبدع عصام يوسف حسن

( ورقٌ أصفر )

أمن  بعد كُلّ   الذي    نذكرُ
تضيقُ     بمركبنا ...الأبحرُ

ونغدو غريبَينِ بينَ الدُّروبِ   
 ويُنكرنا    العالمُ       الأكبرُ

فلا الشَّــوقُ في نبضنا مُضرمٌ         
ولا  العُشبُ في روضنا أخضرُ

تنوح ُعلينـا ..كرومُ    الدَّوالي  
 ويهربُ   من  عُريهِ ... البيدرُ   
   
وغَابُ  المواعيدِ يسـألُ ..عنَّا
ويشــتاقُنا ... ليلُهُ .... المقمرُ

وأوراقهُ اليابسَاتُ ..الثَّكالى  
تئِنُّ  و  عن   خطوِنا...تُخبرُ

بأنَّا  و من   لُطفِ أقدامـنا
نمرُّ  عليها  . .   فلا تُكسَرُ

ونَنسجُ في حُضنها للغِوايــةِ    
 كوخاً بأطيابهِ  يســـــــــــكرُ

تحـــجُّ إليه الرُّؤى  , و الظِّلالُ   
على  شَدوِ  أطيافهِ .... تسهرُ

ويأوي   إليه  النَّسيمُ  الكسيرُ       
فينتبهُ ... المسكُ .... و العنبرُ

وتروي الفراشاتُ شوقَ الزُّهور ِ  
ارتعاشاً   وعن  وَجْدها   تُسفِر

وأنَّ   ...  مراجيحَ    أحلامِنا   
إلى اليومِ ..في أفقها.. تَخطرُ

يُعرِّشُ من بوحنا .. الياسمينُ   
ويصحو  على  نَبضنا  السَّعترُ

ومازالَ ..من دَمعنا... بُرعمٌ              
يشيبُ   الزَّمانُ .. و لا يكبرُ

ولكنْ رُمينا ... بأنْ  نُبتَلى
ونُؤخذَ من حيثُ  لانحذَرُ

ومزَّقتِ   الرّيحُ ... أوراقنا       
فقيثارُنا ...  ورقٌ     أصفرُ

تُخامرهُ    لهَثاتُ . .. الخريفِ     
وفي كهفِ  أقدارها ...  يعثرُ

سخِرنا بذاك الزَّمان الرَّضيّ        
و هذا   زمانٌ ... بنا يَسخرُ
....

يدايَ  ثلوجٌ  و  قلبي   جَمادٌ  
وروحي سوى الحزنِ لاتُمطرُ

فهل دبَّ فيَّ الصَّقيعُ وعدتُ   
صدىً  ليسَ  يسمعُ أو يُبصرُ

أنا مَن أضاءت بكفي الحروفُ  
فرفَّت على وهُدْبِها .. الأَسطرُ

وهبتُ السَّفرجل وعيَ الأنوثةِ   
وانقادَ  لي .. مهرهُ .... الأشقرُ

وأطلقتُ  مِلءَ المروجِ الظّباءَ           
تزفُّ  الفتونَ  ....  و لا  تُزجَرُ

وأحبَبتُ منها الغوِيَّ الغريرَ           
وهامَ   بيَ   الرَّشأُ   الأحوَرُ  
          
وكُنتُ الحقولَ غداةَ الرَّبيعِ   
 وفوحَ   شذاها ..  إذا تُزهرُ

فأشرقَ  فيَّ ..الصَّباحُ البهيُّ   
وخضَّبني  ..  الشَّفقُ الأحمرُ

ومازالَ من وَعْدهِ في العيونِ   
 وميضاً   من   الحلم ِ لا يُنكَرُ

فيا أيّّها  الشّعرُ  مُدَّ  الشّراعَ           
ودَعْني  إلى    شطِّه .. أعبرُ

ولا تتركِ القلبَ رَهْنَ التَّغرُّبِ        
من  بعد   كلِّ   الذي    نذكرُ

....
عصام يوسف حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق