هل تنام...للمبدع عصام يوسف حسن

( هل تنام؟)

في الَّليلِ..

لمَّا ترقدُ الأضواءُ والأصداءُ

في حضنِ المدينةْ..

وتُخامِرُ الحُرَّاسَ أنسامُ الذَبول

يتسلَّلُ السُّجناءُ في الطُّرقِ القديمةِ..

و الدَهاليز الخفيّةِ

زاحفينَ.. وخائفين

ظلالَ أحلامٍ.. وأوجاعٍ ..

تُسابِقُ ظِلَّها المسعورَ

تفتحُ كُلَّ أبوابِ المدينة.. للضُّيوفِ العابرين

فتستَباحُ

من المساءِ إلى الصَّباحْ

بقوافلِ مسحورةٍ من ذكرياتٍ..

لاتَمَلُّ من الرُّؤى والاخضرارْ

ومواكبٍ مضفورَةٍ..

بضياءِ أنفاسِ الصَّباحاتِ المُغَرِّدةِ النَّديَّة..

لاتطيقُ الانتظارْ

و وجوهِ من رحلوا

وجذوةِ كلِّ نارٍ.. أُوقِدت

من يومِ أن كان الشِّتاءُ..

على مروج القلب يحبو ناصِعاً

حتَّى صقيعِ الاحتضارْ

وصدى مناغاةِ العنادِلِ..

في فضاءِ الرُّوحِ

مَشرِقُ كرنَفال

و نوائِحٌ خلف الظِّلالْ

و دمٌ ودمعٌ في التِّلالْ

وشقائِقٌ مغموسةٌ ..

بِنَدى التشهِّي والخَيالْ

وفلولِ أشياءٍ... تُحَسُّ ولا تُقالُ..

ولا تُباحْ

ثُمَّ المدينةَ تُستَباحُ

من المساءِ إلى الصَّباح...

يا صاحبي..

هذي المدينةُ...

شطْرُ قلبي المُدنَفِ

أمَّا سؤالُكَ : هل تنامُ؟!

فَدونَكَ العنقاءُ.. والخِلُّ الوَفي

.....

عصام يوسف حسن