...هكذا أصبحت طفولتي..
.................
هكذا يا وطني أصبحت ثيابي طيناً ورمالا
مَمْزوج بِدمعِ الفراق وظلاما
فلا حاكم مُنصف ولا مَلك استفاقا
بالطين أستر عَورتي
وأطفالهم يَلبَسون حَريراً بكل صفاقا
أطفال بالشوارع يتاما
يأكل من حاويات القمامة والزباله
وشَمسُ طُفولتي غَرُبت
وحياتي جوع فوق احتمالا
أهكذا نخوة العرب كالحمير أثقالاً فوق أثقالا
أمي فارقتني وأصبحت تحت الرِمالا
وأبي شهيد وللمَجدِ استمالا
وأنا وحيد السماء غطائي
وفراشي قهرٌ وحرمانا
أصبحتُ مشرداً والقيد قيد روحي والفَكُ مِنه استحالا
حُكام قيدوا روحي بالذلِ والضمير إنعداما
وما زِلتُ أبحثُ عن صَدرِ أمي كطير اليماما
وغزة عَصفت بها الأهولَ
وبغداد ولادة خاصرةً فأين الرجالا
ونساءً تقطعت أرحامهن والدموع لله ابتهالا
والعذارا تناثرت جدائلهن والذئاب للأعراض اغتصابا
هدية ملوك قوادين في الأصل هم بَعرِ جِمالا
دموعي ترسم طريقي أكحل بها أحجار
لأحفر قبري بأظافري وأقول
بلاد العرب أوطانا
ومن بغداد إلى يمنٍ
إلى مصر فتطوانا
ذاب جمال طفولتي وأصبحتُ للذئابِ عريانا
فلم يبقى لطفولتي سفينة ولا ربانا
والموج يأخذني ليسحقني
لأعانق أطفالاً سبقوني للموت كالرحالا
ومازال الوحش جاسياً على أنفاسي بكل أهوالا
أتمنى الموت الف الف مرة وبلا هوادا
لينتهي جوعي ودموع روحي شوكٌ وصبارا
وإن أصبحت تحت الثرى
فاكتبوا على شاهدي هذا ضحية مُلوك وحكاما
عشقوا العروش والدولارا
وتناسوا الإنجيل والقرآنا
وطرزوا كفني بذكر الله وميزانا
الموت قادم فالفرار منه استحالا
................
مع تحيات شاعر فلسطين
.......نبيل شاويش..........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق