رفعت الجلسة
........................
دارت رحى الجريمة
في زمن شح فيه النبلاء
وكثر البخل وجفت ينابيع
المحبة والخير والعطاء
وتشققت دروب الروح
من قلة الاهتمام والوفاء
اتجهت إلى محكمة عقله
وقررت الإبلاغ بكبرياء
عن جريمة في هذا الزمان
عن من خل بالعهد والولاء
فلم يعد يمطر الروح
بندى الود و الولاء
وضعت عيناه في
قفص الاتهام والابتلاء
وبدأت مرافعتها أمام
القضاة بكل ثقة وكبرياء
وبعد مرافعات رفعت
الجلسة بقرار الإتلاء
ودقت مطرقة قلبها
عند قراءة الإتلاء
كان حكم إعدام من
ضجيج نبضات الوفاء
لم تتبين أهو إعدام
بالمقصلة أم بالمشنقة للولاء
تجمدت من الصدمة
في الأوردة الدماء
وتيبست أوصال القلب
كوريقات الخريف الصفراء
مطرقة المحكمة تدوي
في الرأس بطرقات ابتلاء
وقفت لتعترض لكن
حروفها مبهمة خرساء
كمخمورة من كأس
الألم وتناشد أصماء
أصبح المجني عليه
المتهم والجاني بريء
اعتلى قاعة العقل
ضجيج وصفحات سوداء
ومر شريط ذكريات
أنزف العين بسخاء
وأقر محامي القلب أن
يرفع الدعوة لأنبل العقلاء
إلى محكمة النقض العليا
ربما يكون هناك قضاء
يحكم بضمير عادل بعيدا
عن رشاوي الأقوياء
يتلو بنودا من قانون
الإنسانية والطيبة والنقاء
فهناك أمل أن يصلح الكون
ولو بمقدار شمعة في الظلماء
وأن يعاقب المنافق
ويخلى سبيل الوفاء
بالحكم عليه مؤبد بمداواة
القلب ليمثل للشفاء
رفعت الجلسة لأقرار
محكمة الضمير البيضاء
رفعت الجلسة ربما يكون
لصوت الحق إصغاء
................................
بقلم الشاعرة السورية
أوليفا سرور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق