يضطرني البعد أن أشتكي الهوى
وكأنه بعد كما بين الثريا والثرى
أشتاقها وفي القلب وجد قاتل
ملوع قلبي من هواها قد اكتوى
أخالها قربي وهي مني بعيدة
والروح فيها كما من التمر النوى
هزيل جسمي وما بوجهي نضارة
ولاعرفت النوم قلقاخانتني القوى
تبادلني الهوى وكما حالي حالها
نار من الشوق دون وصل قد سرى
ويح قلبي كم تعيس عيشه
نبض دون السكينة قد طغى
وبحر من الحب هيام غرق به
فإعصار اضطراب يترجمه الجوى
أناجي طيفها وليتني امتزجت به
فلا ارتويت من مناجاتي إلا الصدى
محزونة أنها لانملك امرا يقربها
تبكي دموعا كما نهر قد جرى
وتبدي بوحا كما الألحان في أذني
أظنني معها كما اللحاء للأعواد حمى
بل امتزاج يحمل عن كاهلي وجعي
فأنسى لحيظات العناء كيف غوى
لصيقة الروح وهي تعني مباهجها
أتهنأ روح يفارقها سرور إليها أوى
أنام وأصحى على ذكرها وشغف غالب
ليت امتزاج صبابة قلبي وما حوى
لكنني عند وفائها خرت عزيمتي
فلا استطعت كفا عنها أو تمنعا
وتملكت سرائري ومشاعري تفردا
فغاب عقل عن رشده وما وعى
للحسن شطر يوسف الصديق حازه
وعندها اكتمال الحسن بهاء تجمعا
لطيفة السمات رائعة المعاني رقيقة
وذوق كما النسائم طاف فيها وسعى
وصوتها كما النغم الشجي متموجا
يدغدغ السمع مطروبا فؤادي قد هوى
معششة في خيالي وليست تفارقه
كالبدر في صدر السماء نورا لمعا
بشوشة الوجه بسامة الثغر باهية
كحيلة العينين ورد في خدودها زرعا
هائم بها ولو أرهقت ملامة
أو ربما قهر البعد عنها فوق الحد بغى
فلست عنها ولو ذقت الهوان ملتفتا
أو حتى قطعت أوصالي إربا ولا رجعا
ولا مللت ما حكم القضاء مرارتي
حتى انتهيت إليها عناقا غمرا قد حوى .
بقلمي : فواز محمد الحلبي
5/6/2021 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق