الاثنين، 28 يونيو 2021

دمية ساحر...للمبدعة دعاء سلطان

(قصة قصيرة)
#دمية_ساحر 🪄🪆
دخلت إلى غرفتها غاضبة وتمتاز غيظاً وتشتم بداخلها ذلك الساحر الكاذب، اقتربت من الخزانة وأخرجت من بين ثيابها دمية بلا عيون وكان محجر العينين فارغ وفقط سواد بداخلهما، ضغطت عليها بقوة وهي تنظر لها بحقد ثم رمتها و صرخت بقهر بقيت وقتاً تنظر لها وهي مرمية أرضاً وأنفاسها متسارعة وصدرها يعلو ويهبط ثم رمت نفسها على السرير لتغط بنوم عميق ودموع الغيرة تحرق وجنتيها... تربيت خفيف على كتفها وصوت هامس يوقظها ففتحت عينيها لترى الدمية أمامها تقف وتنظر لها من سواد محجر عينيها فرفعت نفسها و صرخت بفزع وهي تعود للخلف بينما اقتربت الدمية منها ووقفت بحضنها تسألها: لماذا أنتِ خائفة مني هل لأنني دمية أتحرك وأتحدث الآن كالبشر أم لأنني بلا عيون؟
كانت الفتاة تنظر لها بذعر و قد شحب لونها فأجابت بكلمات متقطعة ونبرة يملؤها الخوف: الاثنين.
هزت رأسها الدمية ورفعت يدها لتمررها على خد الفتاة التي لم تبدي أي رد فعل من شدة الخوف فتحدثت الدمية
*:لا تقلقي لن أؤذيك أنا فقط أريد شيء بسيط منكِ .
-:ما هو؟
*:عينيكِ.
جحظت عينا الفتاة وأبعدت الدمية عنها و هي تضع يداها على عيناها وتصرخ بانفعال:لا لن أعطيكِ عيناي ارحلي من هنا.
فجأة شعرت بقوة غريبة تسحب يديها وتثبتهما بجانبها وكل هذا تحت صرخاتها و هدوء الدمية التي تقف مقابلة لها، لم تدري الأولى من أين أتت هذه القوة لكن لا أحد غير الدمية أمامها وكأن طاقة خرجت من العدم و ثبتتها بينما اقتربت الأخرى منها و صعدت على حضنها مجدداً ثم همست أمام وجهها
*:سأقتلع عينيكِ كي أرشدكِ للطريق الصحيح.
ووضعت يديها على عينا الفتاة ثم اقتلعتهما فصرخت الفتاة بشدة... استيقظت من النوم و هي تصرخ عيناي و تتصبب عرقاً والخوف ينهشها، نظرت نحو المكان الذي رمت به الدمية فوجدتها بمكانها وعلى وضعها فزفرت وهي تحاول أن تهدئ من نفسها ثم نهضت سريعاً وحملت الدمية لتخرج من المنزل بهدوء كي لا يشعرا بها والديها فلقد كان الوقت متأخراً، وعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل وأمام أحد أبواب المنازل في حي بسيط وقفت فتاة تبلغ من العمر اثنان و عشرون عاماً تحمل دمية بلا عيون، أخذت نفساً عميقاً ثم طرقت الباب عدة مرات وعند المرة الخامسة فتح لها رجل في منتصف العقد الرابع من عمره وعلى عينيه آثار النوم، نظر لها باستغراب بينما كانت تنظر له بخوف وقبل أن يسألها عن شيء تحدثت قائلة:لننهي الأمر لم أعد أريد أن تفقد صديقتي بصرها وهذه الدمية أتيت لأعيدها لك...مدت يديها بالدمية لكن لم يأخذها و بقيت يديها معلقتان بالهواء
قال لها:لماذا غيرتي رأيك؟
أجابت بصوت خائف:لقد رأيت حلماً مخيفاً قامت به الدمية باقتلاع عيناي و قالت لي كلمات غريبة عن أنها ستقتلعهما لترشدني للطريق الصحيح.
هز رأسه ثم أخذ الدمية منها
°:يبدو أنها فعلت ذلك و أرشدتك لهذا تعيدينها ولم تعودي تريدين أن تفقد صديقتك بصرها.
نكست رأسها و قالت:لقد أعمتني غيرتي منها وبالذات عندما علمت اليوم بخطبتها شعرت بالغضب الشديد منها ومنك لأنه مر شهر على منحك لي الدمية قائلاً أن أحتفظ بها و ستفقد صديقتي بصرها بأقرب وقت لكن لم يحدث شيء و فشل سحرك.
ضحك بخفة فنظرت له باستغراب بينما قرر أن يكشف لها الحقيقة
°:أنا لم أقم بأي سحر وهذه الدمية لم ألقي عليها تعويذة بل فقط اقتلعت عينيها وأوهمتك أنها مسحورة وستكون السبب بأن تفقد صديقتك بصرها
تفاجئت مما سمعته و سألته:لماذا فعلت هذا هل لصديقتي واسطة عندك؟ فأنا عرفتك عن طريقها عندما أتيت معها كي تقوم بسحر الشاب الذي خطبها اليوم.
°:حتى صديقتك لم أقم بسحر خاطبها و تذكري أنني قلت لها أن تبتعد عنه ولا تظهر له أنها تريده بشدة و السحر سيتكفل بالأمر لكن يبدو أنه يحبها ولا أدري حقاً كيف نجح الأمر لكن لم أقم بأي سحر لأنني لست ساحر بل أنا فقط أوهم الناس بذلك لعلي أستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الضحايا أو يدرك الشخص خطأه كما حدث معك.
-:إذاً ما سر الحلم الغريب الذي رأيته بالتأكيد فعلت شيء لأراه.
°:لا أدري لكن بالطبع هو محض صدفة.
هزت رأسها ثم زفرت بارتياح و ابتسمت ثم ودعته و عادت لمنزلها وهي تلوم نفسها وقررت أن ترشد أيضاً صديقتها كي لا تلجأ لساحر مرة أخرى وتقتنع أن كل شيء بقدر...و بعد مغادرة الفتاة أغلق الساحر الباب ونظر للدمية التي يحملها بيده
°:لقد أحسنتِ صنعاً.
حركت يديها الدمية وتلمست محجر عينيها قائلة:أعد لي عيناي إذاً.
هز رأسه و قال:حسناً بكل الأحوال انتهى عقابك عن جريمتك بحق دمية أخرى.
أنهى كلامه ثم دخل لغرفة مليئة بدمى مشابهة وبوسط الغرفة كان يوجد صندوق خشبي اقترب منه وفتحه فكان مليء بعيون دمى فأخذ يبحث به عن عينيها
تحدثت بضجر:لا تقتلع عيناي ثم تبحث معي عنهما بل فقط أرشدني للطريق الصحيح.
تمت
دعاء_سلطان✍️💛

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق