إلى حواء🌹
***********
خُلِقْتِ كريمةً من خير نَسلٍ
ليسكنَ بين ضلعِكِ لا يُعادي
وكم كُنتِ المعينةَ إذ تهاوى
على ضيمِ الحياةِ بلا ابتعاد
فدونك ما استفاض الكون أنساً
ولا قامت أميراتُ النِّجاد
يكرَّمكِ الإلهُ بخيرِ وحيٍ
فمريمُ والنساءُ لك تنادي
وكُنتِ مليكةً بالروض تزهو
يفوحُ عبيرُها برُبىٰ البلاد
فنالكٍ من إلهِ الكونِ وعدٌ
منازلُ بين جناتٍ الوفاد
أيابنتَ الكِرامِ متى استباحوا
حِياضَكِ بالمَهانةِ والسُّهاد
وكيف لمن بأنثى بشروه
يفيض وشاحُ وجهِهِ بالسَّواد
يهينُ من ارتضى المولى رضاها
ليوئدها بأعماق البوادي
هي الأنثى وكم كانت سلاحاً
بوجه الحاقدين بكل وادي
لتحوي كالمدارسِ كلَّ علمٍ
وأوقَدَت السِّراجَ على الوِطاد
حباها اللهُ بالعلياء شمساً
تشِعُّ بضوئها فالفجر بادِ
سليلةُ من أضاؤوا الأرض نوراً
بغاياتِ الشُّموخ وبالعتاد
فأنتِ الأمُ والأبهى مثالاً
وأختٌ عيشُها رَفْلُ الوداد
أبنتَ الأكرمين لك التحايا
وأطيافُ المنى تُعلي وفادي
أرادوا منك دُمياتٍ للهوٍ
فتُوِّجَت الخرائدُ بالعتاد
ألستِ لمريمَ العذارءِ تلواً
ومعجزةُ الإله إلى العباد
فأنطقه الإلهُ رهينَ مهدٍ
بعيسى أشرقت كلُّ البلاد
فكان لهذه الدنيا رسولاً
وكان مبشِّراً بقدوم هادِ
فلا يُعلي لهنَّ القَدْرَ إلا
كريمٌ في الخصال وفي التوادِ
فأنت النجمةُ الحسناءُ تزهو
وماثلةٌ لأسراب الرشاد
وأنت الهَديُ ما ضلَّت دروبٌ
ورودٌ أينعت في كل وادي
فكوني في طريقِ الحقِّ هدياً
ينالك بالرضا خيرَ المراد
⚡⚡⚡
مديحة مصيلحي