أنامِلُ الصَّبْرِ مُغَرِّدة
بقلمي /سلوى زافون
طُعِمْــتُ الْـمُــرَّ بِكَـأْسٍ أَرْغَـبُــه
وَأَغْـرانـي مَـنْ بِالحُـبِّ قَـدَّمَـه
ابْتَــلَّ ريقـي فَفاضَتْ مَدامِعُـه
دَنـا الْحَبيبُ وَكُلُّ الْمُنى أَعْذُرُه
دَنَــوْتُ بِكُــلِّ وُدٍّ كَــيْ أُعـاتِبُـه
وَالْعَيْـنُ تَجـوبُ مَـداهُ وَتُنْكِــرُه
شَوَّهَ بِالْوُجْدانِ ذِكْرى مَلامِحَـه
وَالدَّرْبُ يَرْفُضُ خُطى شَواهِدَه
صِـــرْتُ أَبْحَـــثُ عَـــنْ دَواءٍ
فَـالـدَّمْـعُ لا يَشْفــي مَـواجِعَــه
زَلَّـتْ الْأَقْــدامُ تـــاهَ مَقْصِــدُهـا
والْحُـزْنُ بِنَفْـسِ الْحُـرِّ يُعــانِـدُه
فـاضَ الْكَيْـلُ وَزادَ الْكَيْـلُ كَيْـلًا
قُلْتُ كَفـى فَصَـبَّ قَهْــرًا نـوازِلَه
النَّفْــسُ ضَعْـــفٌ فَـــوْقَ ضَعْــفٍ
أَخْـشى بِقَلْــبِ الضَّعْــفِ أُغْضِبُـه
سَـأَلْـتُ الصَّبْـرَ عُنْــوانًـا لِأَقْصِـدُه
فَعَـزَّ جَـوابُـه وَلَـمْ أُدْرِكْ مَنــازِلَـه
وَذاكَ الصَّبْــرُ إِنْ يَشْـرُد أُلاحِقُــه
عَلَى الطُّـرقـاتِ أُسابِقُـه وَأَسْبِقُـه
لَحْـنٌ عَلىٰ صَفْحَـةِ الْعُمْـرِ أَنْقُشُـه
وَعَلـىٰ نـايـاتِ الــدَّهْــرِ أَعْـزِفُــه
وَمـا إِنْ طَرِبَـتْ ٱَذانـي لِمَسْمَعِــه
وَلَّــى النَّـــايُ وَغَـــرَّدَتْ أَنــامِلُــه
بــاتَ اللَّحْــنُ داءً عَلـىٰ الشِّفــاه
وَالـدَّواءُ صَـدىٰ التَّغْـريـدِ يُــرَدِّدُه
نَظَـرْتُ لِوَجْهي وَالْٱَهاتُ تَصْفَعُني
فَــإِذا الْـيَــأْسُ وَطَـنًـــا يُـعْـلِـنُـــه
أُغـالِبُ فَيْـضَ أَحْـزانـي وَأَغْلِبُـــه
عارٌ عَلىٰ مَنْ عَلَّـمَ الصَّبـرَ يَجْهَلُــه
الْقَلْـبُ يَهْفـــو لِأَمْــنِ مَسْكَــنُـــه
وَإِنْ لَــمْ يَـسْـكُنُـنــي أَسْـكُـنُــه
لَـجَـأْتُ لِـجــاهِ اللّٰــهِ يَــدْعَـمُـنـي
فَالْقَلبُ يَنْزِفُ وَالْأَحْـداقُ تُـؤازِرُه
لِلّٰـه أمْـرٌ إِنْ قَضـىٰ حَتْمًـا يُصيب
وَالصَّـبْــرُ يُـطْـفــئُ نــارَ فَـرائِسِـه
جُـزوعُ النَّـفْـسِ خِـزْيٌ يُـؤَرِقُـنــي
وَفَـضْـلُ اللّٰـهِ بِكَـريمِ الْعَفْوِ يَغْفِرُه
أَيـا إِلَـهَ الْخَلْـقِ إِلَيْكَ أَلْأَمْرُ أَجْمَعُه
لا أُحْـسِــنُ التَّــدْبـيــرَ فَــدَبِّـــرْه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق