الاثنين، 9 أغسطس 2021

في غياب الأخلاق.. للمبدع محمد عزو حرفوش

في غياب الأخلاق.. القصة السابعة. 
هذا من فضل ربّي.
لم يكن عبدالله الوحيد بالتأكيد في مسيرته الصاخبة.. حيث نما وترعرع على رصيف الأخلاق.. ونهل من أنهار الموبقات حتّى الحشرجة.. صاحبَ الرذيلة حتّى صار نديماً ونزيلاً مقيماً. سلك أغلب دروبها حتّى وجد نفسه على مفترق طرق.. ولابدّ له أن يختار إحداها ليستقرّ فيها ويحترف. كان له ما أراد بعد أن جمع قدراً لا بأس به من المال من فظائع الأعمال.. نهباً ومجوناً واحتيالا. المهم أن لا يكون حلالا. 
غادر ثوبه القديم.. تأنّق فتألّق.. التحفَ عباءةَ التقى والورع.. وبات يردّد الأدعية الإيمانيّة.. وغدا مقاولاً بالتقيّة.. بنى أبراجاً عاجيّة.. وتربّع على وسادة مخمليّة.. غير أنّه كان حريصاً أن يكتب على واجهة كلّ بناء.. هذا من فضل ربي.
كان هذا العبدالله كلّما صادف أيوب.. الذي خَبِرهُ جيداً وعرف البئر وغطاءه.. يبادره بالتحيّة والصلاة والسلام على خير الأنام.. والدعاء لأيوب باسم الحي الذي لا ينام.. وأيوب يتساءل.. هذا عبدالله أصبح شيخاً وصاحب دعاء.. ويبني البناء تلوَ البناء.. يخاطب ربّ السماء في النهار.. وينسى جلّ ذلك عندما يأتي المساء.
كم عبد مثله في البلاد؟! علم ذلك عند ربّ العباد.
.. محمد عزو حرفوش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق