معذرة منكم فحول الشعر تعثري
فما مثلكم أتقن الشعر بحورا
وما أنا بمحترف القريض مزاحمة أحد
وقافيتي يتيمة وفيها من العجز الكسورا
مازلت بعد قارئا بديع بيانكم صورا
تسرق مني اللب فاضطر البوح الجهورا
عن خفق قلب في حناياه معاني حب
تنوب عنه الحروف اضطرارا وزورا
أنا ماادعيت يوما أني شاعر مخضرم
ولا أنتقي الكلام فأملىء منه السطورا
ولا أحلق في فضاء لا أطاله بكلتا يدي
أيزاحم الهدهد في الأعالي النسورا
أنا الهاو لحد العشق جمالها لغتي
محاولا ما استطعت فهمها متلذذا مسرورا
لغة الضاد الذي احتوت الجمال كله
تسحر الألباب وتضفي عليها النورا
أحبها والقرآن فيها باالكمال منزل
أم اللغات أحيت عقولا مضحلة بورا
أمر على القصيد الجميل فأنتشي
فكأنما الهطل الندي يسقي الزهورا
أو كما على أوتار ربابة لحن
يلامس الروح مدغدغا فيغمرها الحبورا
يغلبني شغفي عشق الشعر فيلزمني
سماعا له وأرتمي في أحضانه مجبورا
ألا ليت حروفي تساعدني بوحا غدقا
مفصحا عما في ثنايا الروح شعورا
وليت لساني ناطق عن فصاحة
لجعلت من البديع على السطور ظهورا
كالشمس في كبد السماء مضيئة ألقا
وكما القمر يزيح الظلام باهيا نورا
فما الشعر بصفصفة الكلام وما باختيار
هو الإحساس غامر ما وسعته البحورا
فلا فاضت قريحتي بنكلف صوغا
هي الأسارير تنبي عن المستورا
فرهيف ذائقة مستحسنا بوحا يمازجه
وبعض لا مستلطف يقابله النفورا
وذاك طبع الناس فمختلفة طباعهم
رهيف منهم الذواق وبليد مغمورا
فلا تلمني قارئا حروفي أنني متأتىء
ولكنة في قوافيي وما خضت البحورا
بحور الشعر المقفى فلست أتقنه
وفي حر الشعر أحلق مع الصقورا
ولست أمتهن علم الكلام فزلكة
وأعني ما أقول وغالبا حق ما شابه الزورا
وماابتغيت من القريض يوما شهرة
بل الحب له متمكنا محتكما له مأسورا
فألف معذرة إن لم تلقى حروفي قلوبا لها
هاو مستمتعا بليغ الكلام متواضعا لا مغرورا
فلا اقتحمت ميدان القوافي تعديا
وأجود بما تجود به القريحة مسرورا
مثابرا وسأبقى طالبا صحيح بوح
حتى يصير خاطري بين الفحول مجبورا .
بقلمي : فواز محمد الحلبي
26/10/2021 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق