-ما يؤرّقهم طويلاً..
--- بقلمي أشرف عزالدين محمود
الفقراء رغم انهم لا يملكُون سوى القصائدَ..والشعر والاحلام
إلا أنهم أكثرُ سعادةً من اغنياء مترفون حياتُهم:مال وبنوكٌ، شركات ومصانع وأعمال، وسكرتيراتٌ أنيقاتٌ،وكونياك وبارات، وحفلات مترعات باللهو والرقص وملاعقٌ من ذهبٍ، وصفقاتٌ، ...بالمقارنة بحياة الفقراء:شوارعٌ وطرقات وازقة وحواري من الريحِ،وكمبيالاتٌ مستحقةٌ، وشيكات خاليةالأرصدة..وأصدقاءٌ، ومطرٌ، وخبزٌ منقوعٌ بالماء...ورغمَ ذلك..يستطيعُ الفقير أن يضعَ رأسه على الوسادةِ ويحلمُ..أما الغني المترف فلا يستطيع إلا أن يرى غيرَ الكوابيسِ.التى تهاجم افكاره وتقبع في خياله.فقد يرى الفقير أضعافَ ما يرأه الغني.. من الصالوناتِ والسهراتِ والمطاعمِ الفخمةِ..و يعمل في.المقاهي والصالونات ويغسل الصحونَ في المطاعمِ الرخيصةِ.كادحًا من أجلِّ لقمة العيش ...ويمضغها ملتذاً..وهو ويجوبُ الشوارعَ عائداً إلى البيتِ..أما الاخر..فما أكثر ما يشكو المللَ والتخمةَ نعم ..تخمة الشبع والحواس والمال ..و..وهو ينبشُ أسنانَه المنخورةَ بعيدانِ الثقابِ..ليستخرجَ... لحمَ الآخرين..ففي شرايين الأغنياء ليس دما يجري كما يعتقد البعض لكنه ماءُ الكولونيا..اما في شرايين الفقير شوارعٌ من الوحلِ..فربما ثمنَ حذاء الغني يعادلُ أضعافَ اضعاف راتب كموظفين ورغمَ ذلك..فنحن أكثر سعادةً منهم..تستطيعُ أن تغمضَ عينيك أيها الكادح لترى حشداً من النجوم تحطُّ على بيتك الطيني..فما الذي نفعلُه نحن الفقراءَ الكادحين المنتشرين على أرصفةِ المدن لا تملك سوى الطيبةِ والحبِّ..ما أكثر ما نظر إلينا الغني بازدراء وهو يمرقُ أمامهم بسيارته الفارهة..لقد قاتلوا بضراوةٍ..فقير كادح من أجلِّ أن يكون له حياة افضل،وطموح اعمق وشوارع، وشمسٌ، وأشجارٌ، وكرامةٌ، وخبز..ولكن الغني تاجر بشراهةٍ من أجل أن يكون له رصيدٌ..اما الفقير انشغل بهموم الحياة ..والغني وانشغل بهموم الصفقاتِ وبقى يتفرج - من زجاجِ مكتبه الأنيقِ –دون لمس الزجاج و،يستطيع أن يشتري القلاعَ والعمارات والقصور والدور والشققَ المكيّفةَ..والحدائق..الخ ولكنه لن يستطيعَ أن يشتري حلمَ فقير وذلك ما يؤرّقه طويلاً..طويلاً جداً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق