السبت، 21 مايو 2022

وسائل التواصل الاجتماعي...للمبدع محمد عزو حرفوش

وسائل التواصل الاجتماعي..
نعمة أم نقمة؟
بقلم.. محمد عزو حرفوش.
سلام الله عليكم.
أحبتي في الله والإنسانية.. من المتفق عليه.. أنّ أيّ اختراع جديد يظهر إلى العلن.. يُقدّم على أنّه رافد من روافد الحضارة وإضافة جديدة إلى قاموس خدمة المجتمعات والبشرية أقلّه في الشكل.
فماذا عن منصات ووسائل التواصل الاجتماعي؟ مالئة الدنيا وشاغلة الناس.
هل هي من رحاب الرحمن أم من حبائل الوسواس الخناس؟
نجافي الحقيقة إن قلنا أنّها شرّ مطلق ونكذب على أنفسنا قبل غيرنا إن اقتنعنا أنّها الخير بأكمل صوره.
لكنّ الثابت أنّها افتراضيّة تظهر لنا الشكل وتخفي الجوهر جميلاً كان أم قبيحاً لكنّه مستور و لا نملك من كينونته إلّا ما تظهره لنا الصور والسطور؟!
وإذا أردنا الغوص في متاهاته لأمضينا أعمارنا في السجال بين حسناته وسيئاته ولفقدنا الهويّة في التجوال بين تطبيقاته.
لكن لا.. لن نستعمر السطور لإغراقها بمكنونات الصدور.
ولنكتفي اليوم بتسليط الضوء على بعض مظاهرها التي يتّفق الغالبية حولها ويصعب على المؤيّدين لسحرها إنكارها.
أسوق بعض العناوين على سبيل المثال لا الحصر خشية الإغراق والوقوع في متاهات الحجب والحظر.
فقد لا يروق لأصحاب المشروع المستتر الحديث عن بعض معالم الحقيقة فينفوننا من عالمهم المسخ كالأحذية العتيقة.
أولاً.. أدركوا جيداً أنّنا شعب عياني يميل إلى الصورة التي تداعب الغريزة أكثر من الفكر والفكرة التي تؤسّس لنهضتنا العماد والركيزة.
وأخذوا بتحجيم إبداعاتنا الممكنة ومن ثم تقزيمها في قوالب جاهزة؟!.
فباتت رفاة الأبجدية مشاع والفضاء متاح لمن يشاء وتسيّد بعض الأشباه الرعاع ساحة الفكر والإبداع في رابعة النهار وعندما يأتي المساء وطغت الصورة الخلبيّة على الفكرة الإبداعيّة وانعدمت عناوين الخصوصيّة وباتت على الملأ ظاهرة ومرئية من مخادع النوم إلى تفاصيل اليوم إلى الوجبات الغذائية وبات بعض التحضير من أجل الإعلان والتصوير على كلّ كبير وصغير في إجازة معلنة للتفكير وعقم مقيم للتدبير.
ثانياً.. الاختزال وطمس الهويّة عبر أيقونات معلّبة وعبارات مسبقة الصنع في الغرف التجارية الظلامية فاكتفينا بالتقليد ونسينا الأبجدية.
مثال.. ثمّة برامج لتشكيل الكلام بالحركات الإعرابية دفعة واحدة وللأسف الشديد يستخدمها بعض ( الكتّاب ) وهي لا تمت للتشكيل الصحيح بأيّة صلة رقابة ولا حتّى بالرضاعة.. بل محض تشويه.
وكذا.. نسلّم بصورة مرسومة ونبارك ونعزي ونصبّح ونمسّي وكذا نرد التحية.
ثالثاً.. لماذا لا نقرّ ونعترف أنّنا في حرب فكرية ثقافية عالمية؟! تهدف إلى طمس مساحة الفكر لدينا وتحويل بوصلة اهتماتنا من الإبداع إلى اتباع ما يقدم لنا في فضاءات تفرض على ضعفنا الإدمان على اغتيال الفكر والرقص على أشلاء الضحية؟!
فهل لنا من يقظة ذات وعي.. وإعادة البوصلة إلى وجهتها الحقيقية؟
أختم بالقول الأكيد أنّ انهيار عدد كبير جداً من الأسر وتفككها.. كان سببه المباشر وسائل التواصل الاجتماعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق