الاثنين، 1 أغسطس 2022

في غياب الأخلاق...للمبدع محمد عزو حرفوش

في غياب الأخلاق.. القصة الخامسة.. عذاب.
بقلم.. محمد عزو حرفوش.
كانت ترتّبُ ألعابَها وأحلامَ طفولتِها حينَ أخبروها بخارطةِ حياتِها الجديدة.. وأنَّ عليها رمي الألعاب.. فقد كبرتْ وأزهرتْ وبلغتْ الثالثة عشرة خريفاً.. وأنَّ فارساً بلا أحلام تزوجَها على سنّةِ الله ورسولِه.
إنّهُ أيمن الذي يكبرُها بعشرينَ عاماً فقط. أخذها إلى منزلِ أهلهِ وخصّصَ لها سريراً فيه.. وساكنَها شهرين حملتْ خلالهما.
أُلقيَ القبض على أيمن وحُكمَ بالأشغالِ الشاقةِ عشرَ سنواتٍ بجرمِ تعاطي وترويجِ المخدرات.
أثناء مدّة المحاكمة.. انتقل أهلُ أيمن إلى منزلٍ آخر مكوّن من غرفتين.
بدأ شقيقُ زوجها ووالده بالتحرشِ بها ومضايقتها وهي في الأسابيعِ الأخيرةِ من الحمل. أخبرتْ زوجَها بذلكَ حينَ هاتفَها.. فطلبَ منها الذهابَ إلى بيتِ صديقِهِ المسجون معه.. وأنَّ زوجتَهُ إقبال سوف تتصرف.. ويجب عليكِ إطاعتها.. ففعلت. استقبلتها إقبال واهتمت بها حتى وضعت حملها. بنت أسمتْها شروق علّها تكون فجراً لحياةٍ أكثرَ أماناً واستقرارا.
بمرور الأيّام.. بدأتْ إقبال تمهّدُ لعذاب أنَّ عليهما العمل للحصول على المال.
أخذتها إلى مدينة أخرى مع طفلتها.
باختصارٍ شديد وجدتْ عذاب نفسها في بيت للبغاء.. وهي في الخامسة عشرة.. وشروق لم تكمل عامها الأول.
بعد مدّة دخلتْ السجن بجرم ممارسة الدعارة وهي قاصر وشروق معها بحكم سنّها.
تعرّفَ أيوب عليها ذات زيارة عمل للسجن.. وساعدها في إخلاء سبيلها بعد أن رأى شروق الطفلة حليقة الرأس تقبع في السجن لتدفع طفولتها الأولى ثمناً لعبثِ غيرِها.. وبالطبعِ على نفقتِهِ.. فعذاب لم تكن تملك أيَّ مال.. ومردود عملها السابق كانت تأخذه إقبال كاملاً.
خرجتْ من السجن الصغير إلى سجن أكبر متأبطة شروق.. لتتوهَ مجدداً.
كيف تعيش مع طفلتها وأين؟ كيف ستنفق؟! وبضغطٍ وتهديدٍ من إقبال وزوجها عادت لممارسةِ البغاء.. فقد تبيّنَ لاحقاً أنّهُ وبالاتفاقِ مع أيمن.. يديرونَ هذهِ الأعمال المدمرة بقصدِ الكسب المادي.
وتستمرُّ الجريمة.
هذا جزءٌ من الحكاية ومثلهُ الكثير الكثير.
من هو المجرمُ من البداية إلى النهاية في هذا الدمار الكبير؟!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق