لذلك أحب دائماً أن أؤكد على أهل الأدب والشعر أن هوية الأمة أمانة في أعناقهم ، فكلمات الأديب سمر ، وأشعاره ثمر ، وصيحاته جمر ، ومناجاته نصر .
لذلك ، فعلى الأديب أن يعبر عن واقعه المعيش وأن يتعامل مع الواقع كتعامل المُراقب من أجل التقييم والتقويم لا من أجل التنكيل والتعويم . فواقعنا هو نحن بحركاتنا وكلامنا وتفكيرنا وإنتاجنا واستهلاكنا . فإذا استغلينا الواقع كمادة ننقل منها فقط موضوعات روائية وأدبية لإمتاع العامة فنحن بذلك نخون أنفسنا ومجتمعاتنا . ولكن يجب أن ننقل الواقع ونرفقه بعلاج الوقائع .
ليس الأدب مادة إمتاع ، إنما هو منهج إنتاج وإبداع . ولايكون الإبداع إلا بفرز الأحداث وإعلاء الصالح منها وتفنيد الطالح فيها لإبعاده عن واقعنا .
الأدب ليس حصراً لموضوعات محددة كالعشق والنقد السياسي مثلاً . إنما هو حياة الناس كاملة مصورة بالكلمات ومحفوظة في ذاكرة السجلات بسلبياتها وإيجابياتها .
معشر الأدباء : أنتم في سفينة الحياة دفة التوجيه فلا تسمحوا لأي رياح عابثة بتوجيه سفينتكم رغماً عنكم .
فرج العشري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق