سلام الله عليكم.
سلام على ما تبقى من أمل وعلى أضغاث أحلامنا السلام.
سلام في زحام العتمة على أنين الوقت تحت الركام على السنين والأعوام على الزنابق البِيْضِ من الأيام.
سلام الله علينا يوم نجتاز مسلسل رعبنا اليومي.. فنطلق قطار التنهيدة.... وننام.
سوف أراقص الماضي صبّاً مع ما تناثر من رذاذ الغرام.
سلامٌ.. سينٌ.. في موسى الأمس وسيف اليوم ومستقبل السقام والسعد القتيل والمساء الثقيل وسوسنة القضاء ورسائل السماء.
سلامٌ.. لامٌ.. في الظلم الحالك والأمل المتهالك والخبز والملح والمواصلات والأسعار والعمل والكرامة والصدق والكذب والغاز والبنزين ولظى الغلاء.
في الفجر والصبح والظهر والعصر والمغرب والمساء في صليل أمعاء الفقراء والسلب والنهب والصفقات الملوّثة التي يبرمها الأشقياء في الكفر الذي تضخّم والفكر الذي تقزّم في قلوب تتألّم في الحقل والبيدر والمنجم وأكاليل أُرسلتْ زوراً إلى الميتم بلا ماء أو كهرباء.
سلامٌ.. ألفٌ.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر عليكم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم.. على قبح أفعالكم على قذارة ماضيكم وحاضركم.
أنتم الكاذبون اللصوص السارقون العابثون المارقون المخرّبون الجشعون الموقدون ناراً في قلوب الأبرياء الراقصون على رماد الحقول دون حياء.
سلامٌ.. ميمٌ.. في الحلم الكظيم في الهمّ المقيم في الجسم السقيم في المزن العقيم في مسلسلات الأوهام في الجمر الكليم في الصمت الذميم في مارد الشتاء.
سينٌ.. لامٌ.. ألفٌ.. ميمٌ.. سلام.
السلام المذبوح في نفوسنا من النبض إلى النبض.
لا.. ليست أشباحاً تنتابني في ثنايا الحلمِ.. بل حقيقة أنّنا ذاك الطير الذي يرقص مذبوحاً من الألمِ.
تعلمنا الكثير الكثير من الأشياء على أشواك الأرض وفي غياهب السماء.
تعلمنا كيف نأكل ونشرب ونأمل ونحلم وكيف نصدّ ونحارب الأعداء.
لكن لم نتعلّم كيف نتجنّب سمّ الأشقّاء.. ونداوي جراحاً أحدثها الأصدقاء.. وكيف نصنع لبحر قهرنا ميناء.
ليس في أروقة نبضي الدعوة إلى اليأس.. أو أبجديّة جديدة لقصائد رثاء.. بل هو للباقيات من ظلال الضمائر محض نداء.. مقسماً للتاريخ وبأكمل النقاء.. أنّي لم أشكّ يوماً بعدل وعدالة السماء.
وسلام الله آتٍ وقت يشاء.
.. محمد عزو حرفوش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق