الأربعاء، 22 فبراير 2023

حوار مع قلم...للمبدع محمد عزو حرفوش

حوار مع قلم.
سلام الله عليكم.
وبعد السلام يطيب ويزهر الكلام.. في اليقظة والمنام.
شعاع الأمل يكاد يخبو.. وزهرة البيلسان تحبو.. وألف ألف حسام.
كذا جلّ أيامي.. أزجر قلمي ليكتب عن الأمل عن الجمال عن الحب والغزل ورقّة الإحساس.. فيتمرّد.. ويأبى مداده إلا أن يكتب عن الألم والأهوال عن الغلب والظلم ودامعات المقل.. ويصرخ.. ماكنت إن لم أبح بنبض الناس.
أراوده.. يا قلم.. إنّ الحياة جميلة والعيش كريم والربيع قادم والطيور تفرد أجنحتها وتحلّق عالياً فوق القممِ.
يزأرُ.. الحياة كليلة.. والعيش أفسده الفاجر اللئيم.. والربيع بات خريفاً مقيماً.. والطير يرقص مذبوحاً من الألمِ.
يا قلم.. ثمّة الكثير من الشرفاء والأنقياء والأتقياء العظماء.
يعاجلني.. وثمّة ثلّة من الأشقياء تقتل هؤلاء.. تسرق ابتسامتهم.. تغتال أحلامهم.. تسلبهم حتى لقمة عيش أطفالهم..
ثلّة من المجرمين يملكون كلّ شيء.. يتحكمون بكل الأشياء.. ويحكمون بالموت على الأبرياء؟!
يا قلم.. لا تبالغ.. وعتّق مدادك برقّة وعبق هذا النسيم.. فلابدّ القادم جميل وعظيم.
يقهقه باكياً.. سبحان من يحي العظام وهي رميم.. ويرسم البسمة على الشفاه والقلب كظيم.. والميزان شديد الميل.. ممنوع عليه أن يستقيم.
يا قلم.. هل تظنّ أنّك بعنادك هذا رابح؟! أو ثمّة من يقرأ ويقدّر أنّك صادق وناصح؟! ستندم وينسبون إليك كلّ الهزائم والفضائح.
يغطّ رأسه في دواته غير آبه.. ينتفض ويلقي بغيثه على الورق قائلاً.. يا أنت.. يا طيف إنسان.. دعني وشأني.. أنت تبحث عن المصالح.. وأنا لا أخطّ إلا الصالح.
لا يمسح التاريخ سطوراً من صدق.. اِخلدْ إلى النوم على سرير النفاق.. وخلني أصارع صفحات الأرق.
يا قلم.. أنت على حقٍّ وأنا على باطل.. غير أنّي خائف وسوف أُقتل إن لم أراوغ حيناً.. وحيناً أجامل.. وأنا أعزل مسلوب الإرادة.. فكيف أقاتل؟!
يربّتُ على جمجمتي ويصرخ.. إذا مات الإنسان يولد غيره.. فإنّه مولود.. وإذا مات القلم عَقُم حبره.. فإنّه مفقود.. وكما الإنسانيّة هي جواز عبور وخلود الإنسان.. فالصدق أيقونة احترام القلم في كلّ زمان ومكان.
فعجباً لعالم تكثر فيه العبادات ويقلّ الإيمان.. ويعربد فيه الظلم.. ويُحبس العدل والإحسان.. وعجباً لزمنٍ مريضٍ يقتلُ العالِم والمفكّر والقلم المبدع.. ويكرّم الغاشم والظالم والمدمر والمنافق الجبان.. وتوضع أكاليل الورد في المقابر.. ويعتلي الوهم صهوة المنابر.
بدأت بالسلام.. وأختم بالسلام.. ولا سبيل للسلام بغير الإنسانية في الإنسان.. والقلم الصادق الذي يستنهض الهمم.. ويكرّس خير المباديء والقيم.. ويخطّ التاريخ بأحرف من جمان.
.. محمد عزو حرفوش..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق