الخميس، 8 يونيو 2023

مشردي الخيام...للمبدعة رفيعة الخزناجي

مشردي الخيام

باتت الأيام قاسية، وأرواحنا الرقيقة ليس لها طاقة تحمل ، ولا نعرف أي المراجيح هي التي تأخذنا تارة إلى اليمين فتغرقنا في شوقنا لذلك البعيد وليس بالبعيد ، وطورا إلى اليسار فنحتار ولا ندرك ما نحن عليه ؛ ثم تنحدر بنا إلى واد سحيق ، فترانا قد أضعنا السبيل فلا نحن هنا ولا هناك ونغرق في الأعماق ...
بعيد عن عيني أشد البعد ؛ ولكنه بقلبي أقرب من الضلع للضلع ؛ ودعته وما أصعب وداعه ، بل قل أجبرت على وداعه ، لم يفسحوا المجال لنا ، لكي يلوح لي بمنديله من بعيد كما عادة المسافرين ولم يتركوا لي فرصة رؤية دموعه تتساقط حزنا على فراقي ، تركت به روحي وخرجت منكسرة حزينة ، وابتعدت وما ابتعدت ، سلبوا مني القلب والروح وتركوني جسدا خاوٍ
رحماك ربي وحدك من تفهمني ، وتسمع أنفاسي الحرة وتدرك وجعي ؛ لكن ، وفي كل الأحوال ، لن أضعف ولن أنكسر ، ولن أسرف بدموعي، فدموعي غالية كما وطني الذي حرمت منه ، دموعي لا ولن تكون سوى قوة إضافية تجعلني أكثر صلابة وتمدني بعزيمة شديدة على المسير والتقدم وتحقيق ما أريد ....
سأكون زهرا زاهيا وطيرا فى رياض غناء ، سأكون نهرا تنساب مياهه وتتلاقى في آخر المشوار ، سأكون فراشة ملونة تحلق بكل كبرياء مع بقية الفراشات ، فراشات وطني الغالي ، و سأكون ملكة تعتلي عرشها بكل بهاء ...
لن نحني أبدا مهما حدث ومهما صار ،لن يكون انحنائنا إلا للواحد القهار ؛ قدمنا لهذه الدنيا لنكون سعداء ولننعم بموطننا لا لنعيش غرباء مشردين بالخيام ، ستمضي الأيام بكل قسوتها وسنعود ، أكيد سنعود ، ها أنني أقرأ ذلك في صفحة السماء من هنا ، من باب خيمتنا ، نعم أرى رسالة الرحمن بكل وضوح " إن بعد العسر يسرا " ... " اصبروا ، وصابروا، فالصبر جميل " ... " إن وعد الله حق "

رفيعة الخزناجي /تونس
#هلوساتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق