السبت، 23 مارس 2019

اليوم اكتملت سعادتي ....للمتألقة رنا محمود

اليوم اكتملت سعادتي

تتراقص أمامي أطياف من رحلوا
جميلة كخمائل النّور
تطلّ من كوّة منزلنا العتيق
تطلّ معها مناقير عصافير سود
تطرق على أبواب ذاكرتي
تفتح آفاقاً لأحلام الصّغار
عهوداً كتبت على بتلات الورود
ذبلت مع الوقت لكنّ عطرها موجود
مازالت أيدينا تتسابق لقطف حبّات التوت
لرمي جمرات في ماء نهر مجعود
لمسك ذيل قميص رفيقنا المأسور
في لعبةٍ كنّا نراها غاية الوجود
الماضي مازال يعيش في جلباب جدّي
في طربوشه وعكازه وقنديل مهجور
في شال جدّتي الحريري المعهود
مازال ينتفض كجناحي عصفور
كلّما أحسّ بدنو خيال لنا بهدوء
أعدت رصف حجارة ذاكرتي
اقتلعت حجارها السّود
وعاهدت الشّمس والقمر والنّجوم
ألّا ينسكب شلال الحزن
أن أبقى فراشة الحقول
اليوم أهدهد وأتمتم أغاني الحبّ
لجميل الرّوح كي ينمو بحبور
اليوم اكتملت سعادتي
فكلّ ما أردته يوماً موجود

رنا محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق