دور الأهل في اختيار شريك حياة الأبناء :::
لم تنتهِ بعض العادات التي تمارسها الكثير من العائلات من خلال الآباء والأمهات رغم أننا نعيش القرن الواحد والعشرين ، فهي عادات نمت وتجذرت بشكل عام في الدول النامية و المجتمعات الريفية المحافظة والتي لا يُسمح فيها للشاب أو الفتاة بالاختلاط أو حتى الحديث مع بعضهما.
ولم يكن في هذه المجتمعات أن يُسمح للشباب باختيار زوجاتهم، فكان القرار للأب الذي ينطلق عندما يريد تزويج أبنائه من توجهات أهمها ..
* المحافظة على أملاك الأب وما يمتلكه من أراضٍ وهنا يحرص أن تكون الفتاة المنوي تزويجها لأحد الأبناء ذات القرابة الضيقة كابن العم مثلاً ، حتى وإن كانت الفتاة من عائلة لا تمت بصلة القرابة للأسرة فالقرار للأب بعد أن تكون الأم قد ذهبت لمنزل الفتاة وتعرفت عليها فتخبر الأب عنها فيقرر بأن تلك الفتاة ستكون زوجة لابنه الذي بالكاد يمكنه مشاهدتها بعد عقد قرانهما.
* يلعب الوضع الاقتصادي للأسرة دوراً هاماً في اختيار زوجات أبنائهم ، بحيث لا يتكفلون بأموال ليس باستطاعتهم توفيرها للزواج ؛ وهذا ما يضطرهم إلى سلوكين.
الأول : أن يمارسوا ( زواج البدل ) وهو اتفاق بعض الأسر على أن يتزوج ابن الأسرة من ابنة أسرة أخرى مقابل أن تكون أخته زوجة لابن الأسرة الآخر ، وهنا لا يكون هناك مهر ولا يؤخذ في الاعتبار عمر أيٍّ من الأزواج، فقد يكون الزوج من العائلة الأخرى هو الأب وتكون الفتاه صغيرة العمر .
الثاني : أن يتم تزويج الابن مهما كان صغيراً في العمر أو حتى لو كان متزوجاً فيجبر على الزواج من زوجة أخيه المتوفي بهدف المحافظة على أبنائه وتربيتهم ، ويلعب موضوع الميراث دوراً في ذلك الزواج للمحافظة على أملاك ابنهم المتوفي بإبقاء زوجته في إطار الأسرة إذا ما تزوجت أخ زوجها، وهذا النوع من الزواج لا يتطلب أموالا لإتمامه.
في جميع تلك الزيجات ليس للأبناء أيّ رأي ، فقط عليهم التنفيذ، ولكن مع مرور السنوات يلجأ من تزوجوا بهذه الطريق للزواج مرة ثانية من أخريات خاصة إذا ما تمكنوا من تحقيق الإمكانيات المادية أو يتوفى الأب، ويساهم في ذلك عدم الشعور بالسعادة والاستقرار النفسي بالزواج الأول وبتلك الطرق ... خاصة في ظل تغير ظروف الحياة ونهوض المجتمعات وخروجها من دائرة الانغلاق على نفسها.
د. عز الدين حسين أبو صفية،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق