الأحد، 14 مارس 2021

قصة بقلم الأديب.. عبدالرحمن خضور

القصة في برنامج  (بقلم أديب)
=======

كان يوم التخرج من الجامعة حافلا و مليئا بالطلاب و الأهالي الفخورين بأبنائهم الذين توجوا تعب سنوات بنجاحهم الباهر، فاحتفل الجميع بقضاء أوقات ممتعة و رائعة ما بين تلقي التهاني والتبريكات و توديع مدرجات الدراسة التي شهدت على ذكرياتهم المليئة بالنجاحات و القليل من الخيبات. 
و من بين هؤلاء الذين كللوا فرحة التخرج يومها كان "أيمن" يتوق شوقا للقاء زميلته "جوليا" زميلة الدراسة في كلية الزراعة التي رافقته في معظم المشاريع و التي شاطرها أحلامه المستقبلية و ما كان يخطط له بعد التخرج. 
كان يكن لها مشاعر حب صادقة و دافئة لكنه لم يتجرأ يوما بالبوح عنها بشكل صريح. و كانت جوليا أيضا تبادله نفس الإعجاب لكن بدون أي تلميح واضح. 
لمحها واقفة مع بعض الزميلات مبتسمة و مشرقة، فتقدم منها مهنئا و مباركا حاملا معه باقة ورد جمعت الأنواع المفضلة عندها. 
استأذن من الأصدقاء بلباقة كي يتحدث معها جانبا فقال:
مبارك لك هذا التفوق جوليا، اليوم هو أسعد أيام حياتي.
فقالت و الخجل يعلو وجنتيها:
مبارك لك أنت أيضا أيمن هذا النجاح الباهر، أنت تستحق كل التقدير. شكرا جزيلا لك على هذه الباقة الجميلة، كلفت نفسك. 
فقال: هذه الباقة ليست إلا جزءا بسيطا و ضئيلا مما أكنه و أحمله بداخلي من مشاعر حب اتجاهك. 
تفاجأت جوليا ببوح أيمن لها، لم تكن تتوقع منه هذه الخطوة. فالتزمت الصمت. 
فأطرد قائلا: أريد أن أتقدم لخطبتك إن لم يكن لديك مانع. 
فرحت جوليا و كادت أن تعانقه أمام الجميع، لكنها استدركت الموقف قائلة: هذا يوم المنى يا أيمن، ما أسعدني بسماع هذا الكلام منك.
استمر الحوار بينهما لبضع دقائق ثم افترقا بعد أن وعدها أيمن بأن يفاتح والدته في الموضوع ليعود و يحدد معها موعدا قريبا لزيارة أهلها و طلب يدها.
عاد أيمن إلى المنزل و السعادة تتراقص من عينيه، فلاحظت والدته عليه هذا الكم من السرور. فسألته: خيرا يا بني؟ أراك في قمة سعادتك و هذا من حقك فهو يوم مميز جدا لك. لكني أشعر أن ثمة أمر آخر تخفيه عني. 
فقرر أيمن أن يخبر والدته عن جوليا، و كيف يراها فتاة أحلامه و أنه يحبها و يريد أن يتقدم لخطبتها لتكون شريكة حياته و أما لأولاده.
لكن رد فعل هيام  والدة أيمن كان صادما. لم يعجبها ما سمعته فتجهم وجهها وقالت: 
لكن أنا من ستقرر أي فتاة تتزوج و لقد اخترت لك صفية ابنة خالتك لكني كنت أنتظر يوم تخرجك كي أخبرك بأننا سنقوم بزيارة عائلية لهم كي نطلب يدها.
انصدم أيمن من كلام والدته و قرارها و رفض ما تقوله باعتبار أن هذه حياته و هو فقط من يحق له تحديد مصير حياته و مع من.
و بدأ الصراع. ترى من سيقرر مصير أيمن؟ هل سيعاند قرار والدته هيام ؟؟ 
أم أنه سيرضخ كي لا يغضبها؟؟ و كيف سيقوى على مواجهة الحياة بعيدا عن حبيبته جوليا و بأي عين سيجرؤ على إخبارها بهذا الأمر؟؟

( تتمة القصة)  مشاركتي
===============
في برنامج بقلم أديب :

مشاركتي في برنامج بقلم أديب 
تبسم أيمن في وجه والدته وقال لها مازحاً. كنت في الماضي تختارين لي اللباس والطعام  ووقت الدراسة فليس بغريباً عليكي يأماه اختيار زوجة المستقبل. وأنا أعرف مقدار حبك لي وحرصك على مستقبلي..وأنا لن أخالف اختيارك فابنة خالتي صفية مثقفة وأوشكت على التخرج من كلية الحقوق وبعد تخرجها نتكلم بشكل جدي في الموضوع
فرحت أم أيمن كثيراً وهذا مايريده أن يطمئنها حتى يجد له مخرج من المأزق الصعب
جلس في غرفته وفي داخله صراع قاتل  أيرضي أمه أم يرضي قلبه ...وخطرت في ذهنه فكرة هي مقابلة ابنة خالته صفية وإخبارها بكل شيء علّه يجد عندها مايفيده وهو متأكد من أنها ستتفهم الأمر 
وفعلاً حدث ماتوقعه فقد تفهمت صفية الموضوع تماماً وأخبرته سراً لم يعرفه أحد وهو انها مغرمة بزميل لها وقد تواعدا على الزواج بعد تخرجهما من كلية الحقوق.
قرر أيمن أن يخبر جوليا بكل ماجرى معه وهو واثق من أنها ستتفهم الأمر وخاصة أنهما يحبان بعضها حباً كبيراً ولا يمكن لاحد أن يفرقهما حتى لو اضطر في النهاية لمخالفة والدته
عاد أيمن إلى البيت وبعد أن سلم على والدته وقبل يدها .وتناول طعامه. وجلس في غرفته
تتقاذفة عدة أفكار ليتزوج بمن يحب  دون أن يغضب والدته 
استقر على فكرة السفر خارج البلاد لمدة عام أو عامين من خلال عقد عمل معتمداً على شهادته 
آملاً خلال هذه المدة ان يقنع والدته بجوليا زوجة له
أخبر حبيبته جوليا بالفكرة وأخبر صفية ابنة خاله وأخبر أمه عزمه على السفر لتكوين نفسة ويكون قادر على فتح منزل وتكوين أسرة
فوافقت والدته على الفكرة
وسافر أيمن وحالفه الحظ فقد استلم رئيس قسم الإنتاج في الشركة التي تعاقد معها.
صفية كانت خلال هذه الفترة  تتردد على خالتها أم أيمن وبالتدريج أخبرتها أن احد زملائها سيتقدم لخطبتها وهم على علاقة حب قديمة. وأيمن بمثابة أخوها ولم تنظر إليه إلّا نظرة الأخ 
واستطاعت ان تنال رضا أم أيمن  فما كان من أم أيمن إلّا أن أخبرت أيمن بقرار صفيه  
فرح أيمن كثيراً بتفهم والدته العنيدة وانتظر أقرب فرصة وأخذ إجازة وعاد إلى بلده وقد أخبر جوليا بقراره وكانت على أحر من الجمر لإستقبال الخطيب الموعود وحصل كل ماخطط له وقبل انتهاء إجازته عقد قرانه على حبيبته وسافرا سوية إلى مكان عمله وهم الآن يعملان معاً في نفس الشركة ويعيشان حياة سعيدة. وأخبر والدته عزمه على أخذها لعنده بأقرب فرصة
عبد الرحمن خضور
          ...............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق